يتغنى أكثر الرياضيين بما أنجزه الفتح حتى الآن وإمكانية تحقيقه لبطولة الدوري وبنسبة تفوق حظوظ الهلال وغيره من المنافسين، كلام صحيح تحكمه الأرقام وما يفصل الفريقين عن خط النهاية من جولات هو للفتح أسهل منه للهلال فطريقه شائك بمباريات صعبة وقوية للغاية. كلنا فرح بما يقدمه الفتح ليس لفائدة قد تعود على الكرة السعودية بل لأننا وكما جرى العرف (النفسي) العالمي نتعاطف مع ما يسمى بالفرق الصغيرة (مجازا) لدرجة أننا ندعمها ونحن وفي أحيان كثيرة لا نعلم أسماءها ولا حتى جنسياتها ولكن لأننا فقط نريد خسارة فرق كبيرة تقابلها. تحدثت عن انتفاء وجود الفائدة للكرة السعودية من فوز الفتح بالدوري أو غيره من أندية الظل والسبب أن التفوق الفتحاوي ليس عناصريا بحيث يستفيد المنتخب من بعض لاعبيه، والدليل أنه المتصدر للدوري ولا يوجد فيه لاعب واحد يستطيع إقناعنا بأن مكانه محجوز في المنتخب. الفائدة التي قد تعود على رياضتنا من تفوق الفتح ومن على شاكلته من الأندية هي فائدة إدارية صرفة؛ فالحسبة تقول (من هي تلك العقلية التي استطاعت أن تصنع من القليل كثيرا؟) أي أن المكاسب هي كوادر فقط يجب أن تتصدر المشهد وتقرب عمليا من المنتخبات لتعم الفائدة. لست رافضا لفوز الفتح بالدوري بل أفرح لفرح أهله ولكنه في واقع الأمر دليل دامغ على أن كرتنا تعيش أسوأ أيامها على الإطلاق وهي ليست الصدفة فالرائد والفيصلي كانا قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى نهائي ولي العهد فهل هو (ارتفاع مستوى صغار أم انخفاض مستوى كبار). أتفق مع من يقول إن تتويج الفتح ببطولة الدوري فضيحة بحق أندية كبيرة انتظر بعضها ما يتجاوز الثمانين عاما لجلبه نقطيا كالاتحاد والشباب وبعضها غائب عنها لعشرات السنين كالنصر والأهلي، بل إن تبعاتها السلبية فنيا و(جماهيريا) سنراها ماثلة أمامنا حين تمثيلنا أمام عمالقة شرق. أعلم أن هناك من سوف يفسر مقالي (جهلا) بأنه التعصب ضد الفتح وهو ما ينفيه شرحي لوجهة نظري من خلال أسطر مضت وألخصها في الأتي، (أفرح لتتويج الفتح بالدوري وأبارك لأهله إن حدث، لا مكاسب فنية بل إدارية فقط، سندفع آسيويا ثمن أي تمثيل فقير فنيا أو جماهيريا).