أتعجب من عبارة أسمعها تتردد كثيراً ولم أجد لها تفسير أو تبرير، ألا وهي العبارة الشهيرة “من مصلحة الكرة السعودية أن يحقق الفريق الفلاني هذا اللقب”! وغالباً ما يكون هذا الفريق هو الطرف الأضعف ومن المبتعدين أو غير المنافسين على البطولات، سؤالي الذي أبحث له عن إجابة هو “ما هي المصلحة المرجوة بالضبط؟” العبارة قيلت بالموسم الماضي مثلاً حينما كان الوحدة يلعب ضد الهلال في نهائي كأس ولي العهد، كانت المصلحة عند البعض هي أن يحرز الوحدة اللقب حتى تعود أيام الوحدة وبطولات الوحدة، وهو فريق في واقع الأمر كان يحارب من أجل البقاء بالدوري الممتاز ولم يستطع، وكان يعيش في حالة من الخلافات والمشاكل الإدارية، إضافة لذلك هو لم يقدم أي كرة ملفتة، بل وصل للنهائي دون أي فوز؟ فأين المصلحة للكرة السعودية من إحرازه للقب الكأس؟ تعدد المنافسين مطلب يثري ويقوي الكرة السعودية بكل تأكيد، لكن عودة الأندية للمنافسة لا تأتي بنتيجة مباراة أو بطولة عابرة قد يتوج فيها هذا الفريق أو ذاك، فالنصر “عاد” لتحقيق البطولات حين أحرز كأس الأمير فيصل بن فهد في 2008، وتحققت مصلحة الكرة السعودية عند البعض لكن لم نرى لها أي أثر على أرض الواقع لا على مستوى الكرة السعودية ولا على مستوى النصر!! المصلحة الكبرى في رأيي هي عندما ينجح فريق قام بعمل لافت وجيد، ذلك لكي يصنع مثالاً يحتذى، سأسعد لو نجح فريق كالفتح بالوصول للمنصات أو تحقيق بطولة، لأن ما تقوم به إدارته من دعم لاستقرار الفريق في ظل إمكانيات مادية متوسطة هو نموذج احترافي حقق نتائج ممتازة مكنته من هزيمة جميع أندية الدوري خلال ثلاثة مواسم قضاها بالدوري الممتاز –ما عدا الهلال-، وهي نتائج وخطوات قد تدفع بهم للمنافسة، وهذا سيشكل دافعاً لباقي أندية الوسط –ولا أبالغ إن قلت المقدمة كذلك- لأن تسلك ذات الدرب الذي اتبعه فريق الفتح، وتستقي من نجاحاته الدروس والعبر. في المقابل لن يسعدني أن يحقق البطولة أحد الفرق التي تغرق في مشاكل إدارية وفنية وصراعات إعلامية ولا تقدم لنا كرة جميلة، أو مواهب أو صفقات مثمرة! لا أرى في ذلك أي فوائد ستجنيها كرتنا إلا في حالة وحيدة وهي إن اقتصرت المصلحة التي يريدون على الصخب الجماهيري والإثارة الإعلامية، وهما عاملان “شبعت منها كرتنا”.