في الوقت الذي اجتمعت فيه اللجنة التنفيذية للائتلاف الوطني في القاهرة مطلقة النقاش حول تشكيل حكومة انتقالية، تبدو آفاق الحل السياسي مقفلة وسط تخاذل المجتمع الدولي عن التحرك ما يطرح التسؤال: إلى متى؟. إعداد: بارعة فارس (بيروت) حل الأزمة.. عبر توحد المعارضة السورية مرة جديدة يلتئم شمل أطياف المعارضة السورية في لقاء تشاوري جامع هذه المرة في القاهرة بغية وضع مسودة تصور استراتيجي شامل لما ستكون عليه سورية ما بعد بشار الأسد، ووفقا لخارطة طريق واضحة المعالم والهوية تجيب صراحة عن هواجس أقل ما يقال عنها إنها إحدى أبرز المعوقات لولادة فجر الحرية في سوريا الثورة التي قدمت حتى الآن على ما نقله وزير الخارجية الأمريكي ما يقترب من تسعين ألف شهيد إضافة إلى الآلاف من الجرحى والمشردين الذين تتفاقم مشكلاتهم في دول الجوار، ما ينذر بكارثة حقيقية يمكن لها أن تقلب المعادلات وتساهم في حرف بوصلة الاهتمام الدولي إليها لما تشكله من عامل ضغط مبدئي واجتماعي. هذا الاجتماع السوري المعارض في القاهرة الذي لم يخل كالعادة من إثارات كلامية وحتى تصدعات بنيوية ستكون نتائجه حاضرة في اجتماع الهيئة العامة لأطياف كل النسيج المعارض في نفس القاهرة في العشرين من الشهر الحالي لإقرار بنود التوصيات السياسية والأمنية والدستورية وصولا إلى تشكيل حكومة مؤقتة تعمل على انتزاع اعتراف عربي ودولي رسمي بالمعارضة كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، نازعة وللأبد الشرعية عن نظام شرعيته الحالية روسية المصدر وإيرانية الهوى. لا أعتقد أن حظوظ نجاح المحاولات المتكررة للمعارضة تلوح في أفق الأزمة، فلا الغرب قادر على تغليب مصالحنا على مصالحه وهمومه، ولا العرب توفرت لديهم العزيمة لانتزاع شرعية الشعب بدلا من التلهي والتلطي خلف مواقف دولية منافقة بدأت مسيرتها بغزل وطرب كلامي معسول ليعقب ذلك تردد وتشكيك وصولا إلى الاشتراط بأولوية توحد المعارضة وانتهاء بتبني الخيار السلمي في عملية انتقال السلطة، متجاوزين بذلك كل تضحيات ورغبات الشعب السوري بالحرية والعتق من عبودية نظام لا يراه ولا بدرجة تلامس آخر قائمة أولوياته. فإلى المعارضين ترسل كل أسباب الدعم إذا قرر قادتهم الاستمرار في الثورة حتى النصر وإلى الأمم الداعمة لهم تقول الشعوب ومعهم الشعب السوري بأحيائه وشهدائه: «كفى خوفا من المستقبل فبشار الأسد باق بكم فإن أردتم رحل قبل أن يحارب وإلا فالقتل باق فهو له هواية ومهنة اعتادها منذ أن حطت قدما حافظ الأسد قصر المهاجرين حتى استيلائه على السلطة وصولا إلى يومنا هذا».