حتى الآن تبدو جميع تصريحات وزير الصحة وكأنه طرف ثالث في قضية الطفلة «رهام» التي نقل إليها فايروس الإيدز بسبب الدم الملوث في مستشفى جازان العام، وكأن المذنب في هذه القضية طرف دخيل على الوزارة، أو كأن القضية ذات بعد شخصي، وآخرها تصريحه أن الصداقة لن تحمي المقصر بصحة «رهام»! يا معالي الوزير، أنت بحكم المرجعية تمثل وزارة الصحة، ووزارة الصحة هي خصم «رهام» في هذه القضية، لذلك أتمنى أن يتوقف كبار مسؤولي الوزارة عن التحدث عن القضية وكأنهم الطرف المحايد الذي سيقتص لرهام ممن أخطأ بحقها؛ لأن في ذلك استفزازا ليس ل «رهام» وحدها، وإنما لعقولنا نحن الذين ندرك أن الخطأ لم يكن خطأ فرد واحد، وإنما خطأ فشل معايير وإجراءات تطبيق تتحمل الوزارة مسؤوليتها، واختلال أداء بسبب تكليف من هو غير مؤهل يتحمل الوزير وقياديوه مسؤوليته! وقد كنت أنتظر موقفا أكثر شجاعة وأكبر مسؤولية من مسؤولي الوزارة يقدم الضمائر المعذبة على الكراسي المنجدة، لكن للأسف يبدو أن التعاطي مع الأمر لن يختلف عن التعاطي مع أي مشكلة خطأ طبي مرت على الوزارة، عنوانها الإنكار الذاتي لمرجعية المسؤولية عن الخطأ، ومضمونها البحث عن المخارج عبر إبر التخدير الإعلامية والقرارات السريعة الذوبان، ثم ترك الجرح للزمن ليندمل، فالزمن مصدر نسيان لا ينضب! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة