حولت قوافل الإبل السائبة شارع الراشدية أو شارع المغمس المؤدي إلى جامعة أم القرى، والقادم من مشعر عرفة، إلى ساحة مستباحة للعبور والتوقف، في وقت غابت الرقابة، مما ينذر بحوادث مرورية دامية، خاصة أن القوافل لا تأبه في العبور ليل نهار. وأبدى عدد من سالكي الطريق تذمرهم مما يواجهونه من انتشار هذه الحيوانات على جنبات الطريق دون أن تتدخل أية جهة مختصة لتحسم أمر الطريق إما للسائقين أو للقوافل. وأضافوا «إن هذا المشهد يتكرر يوميا على هذا الشارع بدون أي رقابة من قبل الجهات المختصة أو معاقبة أصحاب الإبل، ناهيك عن بعض العمالة التي ترعى تلك الحيوانات التي تقودها بطريقة خاطئة». وتلقت «عكاظ» عددا من الشكاوى ضد تلك الحيوانات السائبة التي تقطع الشارع يوميا، الأمر الذي أكده رصد الكاميرا خلال الجولة الميدانية التي قامت بها «عكاظ». ووصف سامي الثبيتي الوضع بأنه أصبح مخيفا لما نشاهده من تلك الحيوانات السائبة وهي تمرح وتعبر الشارع متأهبة لحصد الأرواح، مشيرا إلى أن شارع الراشدية من الشوارع الرئيسية والمهمة ويعتبر همزة وصل ما بين الأحياء الشرقية وحي العوالي، كما أن سالكيه أغلبهم من طلاب جامعة أم القرى. وذكر طلال العتيبي أنهم ودعوا قبل أسبوع أحد السالكين للطريق بسبب اصطدامه بأحد الحيوانات السائبة، التي تعبر الطريق بصورة مفاجئة وعشوائية في ظل غياب الراعي: «المناظر التي نشهدها شبه يومي على شارع الراشدية مؤسفة للغاية، والأمر الذي يجعلنا نتساءل عن غياب دور الجهة المختصة في مثل هذه الأمور لإنقاذ حياة عابري الطريق؟، ولم يقتصر الأمر إلى هذا الحد بل أصحابها جعلوها في أيدي عمالة لا تعلم بإرشادات الشوارع ومدى الجرم الذي يتسببون فيه، مطالبا الجهات المختصة بوضع حد لهذه الظاهرة التي تحصد الأرواح». وأكد سلطان المقاطي أن الأمر في غاية من الخطورة: «حيث نجا أحد زملائي من تلك المصيدة التي تنصبها تلك الحيوانات»، مناشدا الجهات المعنية بوقف النزيف الدموي الذي يسيل شبه أسبوعيا في شارع الراشدي. تنسيق مع النقل أوضح الناطق الإعلامي والمتحدث الرسمي لإدارة مرور بالعاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري أنه يتم التنسيق مع وزارة النقل لإرسال مناديبهم للتعرف إلى أصحاب تلك الحيوانات السائبة لما تحمل من وسامات وعلامات تدل على شخصية صاحبها، وهذا في حالة أي حادث لا سمح الله ثم من بعد ذلك يتم اتخاذ الإجراء اللازم، محذرا أصحاب تلك الحيوانات من مغبة إهمال تلك الحيوانات، والحرص على عدم رعيها في الشوارع العامة والرئيسية والداخلية، لما تشكله من خطورة على العابرين.