لم تغير الأهمية التاريخية أو السكانية في تطور مركز عسفان شرق جدة، على الرغم من أنه يقطنه الآن أكثر من 3 آلاف نسمة، فيما يشكل المركز نقطة التقاء للطريق القادم من الهجرة والرابط بين العاصمة المقدسة والمدينة المنورة. لكن واقع حال المركز لا يعكس أدنى معايير الاهتمام به، إذ يعاني من نقص واضح في الخدمات وربما كان السبب حسب الأهالي إلى شتات مرجعية الإدارات الحكومية، إذ تتبع المحكمة ومستوصف صحي والبلدية الفرعية إدارات تابعة للعاصمة المقدسة بينما يتبع مركز البريد وإدارة المياه محافظة جدة ويتولى مركز الشرطة مهمات تتصل بجهات أخرى كالمرور. ويقول فواز البشري من سكان عسفان إن حوادث الحرائق وإنقاذ المصابين تقوم بها فروع الدفاع المدني في خليص والجموم لعدم وجود فرعين لهما في عسفان وأحيانا لبعد المراكز تستغرق مباشرة الحوادث في هذه الحالات قرابة الساعة لحين وصول الفرق بحكم بعد المسافة لمحافظة خليص والجموم عن عسفان.ويؤكد صالح البشري أن مدينتهم تعاني من تداخل إداري كبير مطالبا بتوحيد مرجعها وضم كامل المركز إداريا إلى محافظة جدة، مضيفا: هذا التداخل في المرجعية الإدارية تسبب في معاناة الأهالي وتكبدهم عناء التشتت خلال مراجعتهم للدوائر الحكومية بسبب التداخل بين المراجع. ويشير البشري إلى أنه رغم احتواء المركز على مخطط سكني يحوي 3 آلاف قطعة أرض إلا أن الاستفادة معدومة جراء عدم الحصول على صكوك شرعية تمكن الملاك من البناء. فيما يتخوف أحمد البشري من مجرى الوادي الرئيسي الذي يشهد حاليا مشروعا لبناء قناة لتصريف مياه السيول ويقول إن الجهة الواقعة غرب الطريق الرئيس من المجرى تحتاج إلى إعادة نظر لأن أحد جوانب المجرى لا يتواءم هندسيا مع مجرى الوادي بشكل مناسب ومن الممكن في حال جريان الوادي بشكل كامل أن يؤدي إلى انحراف السيول وإحداث أضرار للمزارع والمنازل، مطالبا بضرورة تكوين لجنة مختصة للوقوف على الموقع والاطلاع على الوضع كاملا ومن ثم تكليف الشركة المنفذة بإصلاح الملاحظات تفاديا لوقوع كارثة في حال جريان الوادي وارتداد المياه نحو المواقع السكنية. كما طالب عبدالله البشري بسرعة تعبيد طرق المركز التالفة وتأهيل الشوارع الداخلية بالإضاءة حيث تعاني كامل الطرق من انعدام الإضاءة، مضيفا: توجد مصانع عدة تتوسط المواقع السكنية ومنطقة تتمركز فيها مدارس البنات منها مصنع كبير لصناعة البلاط والبلوك يجاور المدارس ويقع في ذات المنطقة سكن خاص بعمالة المصنع وهذا مخالف للأنظمة. من جانبه، أوضح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة فضل البار خلال لقائه أعضاء المجلس البلدي لبلدية عسفان في وقت سابق اهتمام أمانة العاصمة بمركز عسفان وتدشين عدد من مشروعات السفلتة والإنارة ضمن المشروعات المدمجة التي يجرى تنفيذها كما تم تسوير ثماني مقابر بالإضافة إلى أنه تم الانتهاء من إنشاء 6 عبارات بعسفان وقرية فيدة ومصد لدرء أخطار السيول بجانب عدد من مشروعات درء أخطار السيول سيتم تنفيذها في قرى الشامية والمقيطع. وأشار إلى أن الأمانة يمكنها المساعدة في إيجاد مواقع بديلة لمزارع الدواجن التي بات بقاؤها يشكل ضررا على التجمعات السكانية ورحب بإنشاء منطقة صناعية بعسفان ولكن بعد الدراسة المتكاملة لها لافتا إلى أهمية مشاركة المجلس البلدي في تحديد موقعها. وأكد أن الانتهاء من تنفيذ المشروعات المعتمدة حاليا عمل من شأنه إظهار عسفان بالمستوى الذي يليق بها كبلدة ذات أهمية استراتيجية وتاريخية وكذلك القرى التابعة لها ووعد بتسريع تحديد النطاق العمراني ودعم البلدية ماديا ومعنويا وبما يعينها على النهوض بالمسؤولية المناطة بها. من جهتهم، أبدى أعضاء المجلس حاجة الأهالي إلى تعجيل تحديد النطاق العمراني بالإضافة إلى تحديد كتل عمرانية لتتواءم مع القرى البعيدة من عسفان المركز وتناول مشكلة منع إيصال التيار الكهربائي للمنازل التي ليس لدى أصحابها صكوك وأهمية استثناء أكثر من 570 مشتركا تقدموا بطلب إيصال التيار لمنازلهم كحل مؤقت لهذه المشكلة وتطابقت وجهات النظر على أن تحديد النطاق العمراني لعسفان هو الخطوة الأولى في طريق وضعها القرى التابعة لها على خط التنمية.كما طالب الأعضاء بأهمية فتح المجال أمام الاستثمار وأهمية تشجيع وجذب المستثمرين بما يحقق الموازنة بين مصلحة المواطن والمستثمر وناقش الأضرار التي وقعت على أهالي قرى المقيطع والشامية الناتجة عن مخالفات مزارع الدواجن ومصنع البلاط. موقع عسفان يقع مركز عسفان على مسافة 05 كيلو مترا شرق جدة، وذكرت كتب التاريخ عسفان في مواطن عدة أبرزها ما روى ابن عباس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في سفر في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء من ماء فشرب نهارا ليراه الناس.