قال فيها عنترة: فكأنها حين صدت ما تكلمنا... ظبي ب «عسفان» ساجي الطرف مطروف البلدة .. المدينة الجامعة بين مكةوالمدينة، وهي منهل من مناهل الطريق بين الجحفة ومكةالمكرمة، وتسمى بالأبواء لتبوء السيل بها، كما يكثر فيها النخيل وتقع على مسافة 50 كيلو مترا شرقي جدة، ويقطنها ثلاثة آلاف. ورغم ذلك لم تعد عسفان في الذاكرة، إذ باتت منسية كما يقول بعض سكانها وجالت «عكاظ» على عسفان والقرى التابعة. وفتح السكان لنا قلوبهم قبل بيوتهم ثم نقلوا لنا همومهم وأحلامهم في مشروع ازدواجية الشارع الرئيس وعدم اكتماله كما تناولوا أمر المركز الصحي والمستشفيات الخاصة، وشكوا من عدم سفلتة الشوارع الداخلية وإنارتها إذ تفتقد الأحياء لخدمات الإنارة والسفلتة، كما تفتقد إلى تسمية وترقيم الشوارع إذ تعيش حالة من العشوائية، إضافة إلى عدم توفر المياه ولا توجد لديهم شبكة مياه تخفف عن المعاناة من جلب الوايتات من خليص وجدة على حسابهم. سعيد البشري في رأيه أن عسفان تعاني من نقص الخدمات الرئيسية فالشارع الذي أوكلت مهمة ازدواجيته إلى إحدى الجهات مازال على حاله مع أن العمل بدأ فيه منذ عدة أشهر وتمت إزالة الطبقة الاسفلتية التي وضعها أصحاب المحلات للحماية من الغبار، غير أن المقاول ترك الموقع. وأضاف البشري الشارع مغطى بسحابة دائمة من الغبار ووصلت الآثار الضارة إلى منازل الأهالي والمتاجر والمطاعم ويتهم البشري المقاول المنفذ للمشروع بالتراخي. ويضيف الدكتور محمد فوزي، طبيب عام في مركز الرعاية الصحية الأولية في عسفان أن مشروع الشارع الرئيس وما يسببه من غبار وصل المركز حيث زاد عدد المراجعين الذي يعانون من حساسية الصدر بسبب انخفاض المركز عن الشارع، والتأخير في إنهاء المشروع يضر بالسكان. وأشار طبيب الأسنان بمركز صحي عسفان عبدالله الشهري إلى أن المركز الصحي الجديد سيتم افتتاحه بعد شهر وسيكون مهيئا بالكامل لخدمة المرضى وسكان عسفان، حيث تم تجهيزه بكافة الإمكانات من كوادر طبية وأجهزة وخدمات صحية. إطفاء العطش يتوق المواطنون في عسفان إلى الماء النظيف والشبكات السريعة لا سيما في أحياء الشامية والمقيطع وفيدا، ويعبر السكان عن دهشتهم لعدم وجود مشروع مياه يؤمن لهم ما يطفئ عطشهم، مشيرا إلى أن المواطن يتكبد مشقة نقل المياه من أماكن بعيدة ويضطر لدفع مبالغ كبيرة من أجل تأمينها فيما يضطر آخرون إلى الاكتفاء بشراء المياه المالحة لرخص ثمنها. ويطالب العم عطية عويش البشري بإيصال شبكة للمياه مؤكدا أنه و80 مواطنا تقدموا بطلبات كثيرة من الخدمات التي تحتاجها عسفان وأحياؤها. وأشار عطية إلى محتاجي الدواء من المرضى والمسنين في أحياء عسفان وفيدة والغولاء، حيث أن الدوام محدود الوقت وطالب بتمديد دوام المركز الصحي إلى منتصف الليل لأن محدودية ساعات الدوام تجبرهم على التوجه إلى المستشفيات الخاصة. ويتفق معه منصور البشري من سكان قرية الشامية التي تبعد عن عسفان بحوالى 20 كلم ويقول: هناك مزارع للدواجن ومصانع للطوب والبلك، ألحقت الضرر بالسكان بسبب تلوثها وسمومها ويضيف هناك ثلاث مزارع تجاور السكان بحوالى 100 متر على طريق الشامية. وتقوم المزراع بحرق الدجاج النافق والأسمدة ما يعرض سلامة المواطنين للخطر إلى جانب مصنع بلك قرب مجمع مدارس تطلق غبارها وتلوثها إلى المدرسة والمنازل وعبر سلطان صالح البشري، عن معاناته مع بقية السكان من سوء الشوارع الداخلية وظلامها وقال الحالة باتت لا تطاق بسبب تعرجاتها وترابها ونأمل من المسؤولين في الأمانة والبلدية حل الإشكالية. ومن الآمال كذلك إنشاء كلية للبنات أسوة بالذكور. حرائق ومخاطر يوسف البشري تطرق إلى عدم وجود فرع للدفاع المدني في المنطقة، حيث حوادث الحرائق وإنقاذ المصابين تتولاها قوات الدفاع المدني في خليص والجموم وتستغرق مباشرة الحوادث في بعض الحالات قرابة الساعة. كرت أصفر وإغلاق في المقابل أبلغ «عكاظ» رئيس بلدية عسفان المهندس عبدالماجد الشيخ، أن البلدية تأسست منذ سنتين وخمسة أشهر، وأمامها كثير من المهام التي تخدم المنطقة والقرى المجاورة. وبالنسبة للطريق العام فهي من المشاريع المدمجة وتشرف عليها أمانة العاصمة المقدسة، وتم ترسيته لإحدى مؤسسات المقاولة ومدة العقد 48 شهرا،. ويضيف الشيخ أن البلدية واجهت إشكالية في المشروع بسبب وجود خط الضغط العالي الذي أحدث ضيقا في الطريق، وتمت مخاطبة شركة الكهرباء لمعالجة وضعه وبالفعل تم نقله. وأعلن المهندس الشيخ عن مشروع طريق الشامية وتوسيع المسار، لافتا إلى أن عدة مشاريع سفلتة وإنارة ستحظى بها قرى الشامية، فهناك مشاريع لازدواجية طريق قرى الشامية وربطها بطريق مكةالمدينة بطريق مزدوج منار ومرصف، فيما سيتم إجراء أعمال السفلتة الداخلية للقرى وربط قرى الحاير والنزهة وحلفا بطريق شامية عسفان الرئيس، علاوة على ما سيتم إنجازه من أعمال درء مخاطر السيول. إضافة إلى 3 مشاريع أخرى سوف تفتح مظاريفها في الثالث عشر من الشهر المقبل وهي مشاريع إنشاء خزان وشبكة ري ذاتية وتسمية وترقيم الشوارع إضافة إلى إنشاء حدائق تغطي جميع الأحياء. وبالنسبة لمصنع الأسمنت الذي تضرر منه الأهالي وقربه من الأحياء السكنية ومدرسة البنات في فيدة والنخيل، فإن هناك توجيها من إمارة المنطقة بإعطاء مهلة للمصنع والمزارع المخالفة، للبحث عن بدائل خلال عام أو إغلاقها.