يصيب قدم «شاركوت» أو مرض كسور القدم السكرية نحو 400 ألف سعودي، ولا يعرف له علاج ويزيد من احتمالات بتر الساق. وسمي المرض بقدم «شاركوت» نسبة للطبيب الفرنسي جين مارتين شاركوت (أو شاركو باللغة الفرنسية) وهو أول من شرح المرض في بحث علمي عام 1868م، وتدل أغلب الدراسات العالمية أن نسبة مرضى السكري الذين يصابون بكسور القدم السكرية تتراوح مابين 1 5 في المائة، أما الإحصائيات التي أقوم بجمعها في المملكة وعلى طوال عشرة سنوات تدل على أن نسبة الإصابة تتراوح بين 10 15في المائة، وبالطبع هذا رقم كبير غير مسبوق عالميا. وهذا المرض يصيب بشكل عام من لديهم تلف في الأعصاب الطرفية نتيجة عن أمراض عدة، مثل الجذام وداء السكري، وبالرغم من درايتنا بأطوار المرض إلا أن هناك العديد من النظريات حول اسبابه الفعلية، وكيفية السيطرة عليه أو تحجيمه، فحتى اليوم لا يوجد له علاج سوى تجبير القدم والساق مع إعطاء بعض أدوية الهشاشة والفيتامين (د) مع الكالسيوم في محاولة للتقليل من حدة الكسور وتقليل فترة المرض، وللتدخل الجراحي دور في تصليح الكسور ولكن نسبة النجاح لا تزيد عن 50 في المئة، ولم يكن الجراجي الحل لكل من يصاب بالمرض كما يجب ان يكون على يد جراح متمكن. ويمر مرض قدم شاركوت بثلاث مراحل، الاولى تسمى مرحلة الهدم والتكسير، حيث تبدأ الكسور والانخلاعات دون إصابة غالبا ويصاحبها انتفاخ واحمرار وحرارة، وأهم ما يلاحظ هو تغير شكل القدم وبدء التشوه كما يكون ذلك في قدم واحدة فقط في أغلب الحالات، وتدوم هذه المرحلة من شهرين إلى ستة أشهر حسب حدة الحالة والتزام المريض بالوقاية. أما المرحلة الثانية وهي مرحلة الالتحام أو الالتئام فتبدأ تدريجيا بالتحسن فيزول الاحمرار والانتفاخ وتعود حرارة القدم المتأثر، وبينما يظل التشوه لبقية عمر المصاب، ويجب على المريض في هذه المرحلة الالتزام بتنظيم مستوى السكر وتنزيل الوزن وعدم المشي حافي القدمين أبدا مع إرتداء الأحذية الطبية أو الجبائر حسب توجيه الطبيب. والمرحلة الثالثة تسمى بمرحلة الترميم وهي مرحلة سكون وهدوء قد تدوم لباقي حياة الشخص أو تنتهي فجأة لتعود الكرة من جديد، ويبدأ معها الهدم والتكسير مرة أخرى بنفس القدم أو القدم الثانية، ويجب الالتزام بالاحذية الطبية المفصلة خصيصا لتلائم الشكل الجديد للقدم وتحمي النتوءات العظمية من الاحتكاك والضعط لوقايتها من التقرحات. * استشاري طب وجراحة القدم والكاحل.