يسعى اليوم العالمي للسكري إلى اذكاء الوعي العالمي بداء السكري - بمعدلات وقوعه التي ما فتئت تزداد في شتى أنحاء العالم وبكيفية توقي المرض في معظم الحالات ويحتفل بهذا اليوم في 14 نوفمبر. وطبقاً لموقع منظمة الصحة العالمية يصيب السكري أكثر من 220 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم، ومن المرجح ان يزداد ذلك العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام 2030م إذا لم تتخذ أي إجراءات للحيلولة دون ذلك. والجدير بالذكر ان نحو 80٪ من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ومن جانبه قال د. تركي بن محمد الشدي ان داء السكري من أكثر الأمراض شيوعاً في جميع أنحاء العالم وتراوح نسبة انتشاره بين 10٪ و20٪ أما في بلادنا فتبلغ نسبة انتشاره حوالي 22٪ ويعتبر كل مريض بداء السكري معرض للإصابة بالقدم السكري بنسبة لا تقل عن 15٪ وهي نسبة عالية يجب ان تحفزنا لزيادة الاهتمام بأقدام مرضى داء السكري لتفادي مضاعفات القدم السكري وما ينتج عنها من تهديد لحياة المريض وصحته وللحد من التكاليف الباهظة على الدولة والمريض. وأضاف يؤثر مرض السكري على أجزاء كثيرة من أجهزة الجسم، ومنها القدمين حيث يتلف أعصابها ودورة الدم فيها ولذا فالقدمان عرضة للإصابات بالجروح التي يصعب التئامها ويستغرق الالتئام وقتاً طويلاً، ما يسبب الالتهابات الجرثومية، وقد تتفاقم فتتحول إلى تقرحات والتهابات مزمنة وربما يصل الأمر إلى حد البتر الجزئي أو الكلى للقدم أو تهديد حياة المريض لا قدر الله. أنسولين السكري وقال د. الشدي انه هناك ثلاثة أسباب جوهرية لتأثير السكري على القدمين وهي تلف الأعصاب (الأعصاب الطرفية) في بداية الأمر يشعر المريض بتنمل وآلام متقطعة وقد يشتكي من حرارة أو برودة في القدمين ومع مرور الزمن يزداد الألم والتنميل وحرارة القدمين بشكل مزعج، وإذا زاد تلف الأعصاب يحدث العكس حيث يفقد المريض الاحساس كاملاً فلا يشعر بالألم أو الحرارة أو الضغط في قدميه. ضعف تدفق الدم إلى القدمين (التروية الدموية) وبالتالي صعوبة نقل الاوكسجين والعناصر الغذائية إلى هذه المنطقة من الجسم ما يسبب بقاء الجروح من دون انمال لتتحول إلى تقرحات سكرية مزمنة، الالتهابات الجرثومية وذلك نتيجة ضعف في مقاومة الجراثيم خاصة والإصابات الصغيرة في القدم إلى التهابات جرثومية. وأضاف تشخيص القدم السكرية من التشخيصات السهلة لأن التغيرات السكرية على القدم تبدو واضحة للعيان خاصة في مراحلها الأخيرة، وقد تكون مجرد جرح أو التهاب بسيط، وقد تصل إلي ما هو أخطر وأكبر من ذلك كالغرغرينة بنوعيها الجاف والرطب. وهناك بعض الخطوات المساعدة في التشخيص منها تحليل الدم كاملاً وتحليل وظائف الكلى ومعدل السكر في الدم والأشعة السينية للقدم بعدة اتجاهات، والأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي (وهي لمن يعاني من التهاب داخلي شديد في العظم أو في الأنسجة الداخلية). وأنواع القدم السكرية تراوح بين الالتهاب البسيط وقرحة القدم السكري وقدم شاركوت وغرغرينة القدم السكري. وأكد في ختام حديثه قائلاً: قد تقدم علاج هذه الحالات في الآونة الأخيرة، فمثلاً في مجال علاج قرحة القدم هناك التنظيف اليدوي، والعلاج المائي، والعلاج بالاوكسجين على التركيز والعلاج بثاني أكيد الكربون على التركيز، والعلاج بالخلايا الجزعية، والعلاج بجهاز الفاك (الضغط السلبي) مع لبس الحذاء المناسب ذات المواصفات الخاصة في علاج مثل هذه الحالات. الوجبات السريعة وتغير النمط الغذائي ساهما في انتشار السكري