تواجه أربعة مستشفيات حكومية رئيسية في جدة أزمة حقيقية وضغوطات متزايدة نتيجة عدم توفر أسرة شاغرة في أقسام العناية الفائقة في الوقت المناسب لمرضى يمرون بأوقات حرجة وتربطهم بالحياة شعرة رفيعة ويحتاجون إلى تدخل علاجي متقدم وبسرعة فائقة لإنقاذ حياتهم. ورغم وجود 80 سريرا فقط للعناية الفائقة موزعة على المستشفيات الحكومية الأربعة، أبرزها مستشفى الملك فهد، الملك عبدالعزيز، الملك سعود ومستشفى الثغر، إلا أن التوسع العمراني والكثافة السكانية أسهما في زيادة الطلب على هذه الأسرة التي تدار بأيدي فريق طبي وتمريضي متخصص في التعامل مع الحالات الحرجة. «عكاظ» وضعت القضية على طاولة المسؤولين في الصحة لكشف ملابسات الأزمة ومعرفة الخطوات المتخذة لمواجهة ضغط الأسرة وآليات التعامل مع الحالات الحرجة. شراء الخدمة وكشف مدير صحة جدة الدكتور سامي باداوود، وجود 80 سريرا فقط للعناية المركزة موزعة على أربعة مستشفيات تابعة للصحة وهي مستشفيات الملك فهد، الملك عبدالعزيز، الملك سعود والثغر، مبينا أن الصحة وضعت خطة للتعامل مع الحالات التي لا تجد سريرا في المستشفيات العامة، وذلك من خلال توجيه الحالة عبر إدارة الطوارئ إلى المستشفى الخاص على أن تتحمل الصحة تكاليف فواتير علاج المريض، حيث قامت الصحة بشراء الخدمة من القطاع الخاص لمواجهة الضغط الذي تشهده أسرة العناية المركزة في المستشفيات العامة. 70 مليونا ولفت الدكتور باداود إلى أن الصحة تصرف نحو 70 مليون ريال تكاليف شراء الخدمة من القطاع الخاص على أسرة العناية المركزة سنويا في جدة فقط، حيث تتواصل إدارة الطوارئ في صحة جدة مع جميع المستشفيات لتوفير السرير في المستشفى الحكومي أولا، وفي حال تعذر ذلك تلجأ إلى القطاع الخاص. وأشار إلى اتخاذ خطوات إيجابية لمواجهة ضغط أسرة العناية المركزة، حيث تم ترسية مشروع توسعة العناية المركزة لمستشفى الملك فهد بجدة، التي ستضيف 50 سرير عناية مركزة جديدا، وأيضا مشروع آخر في مستشفى الملك عبدالعزيز يتضمن إنشاء وحدة حروق جديدة بسعة 12 سرير عناية مركزة للحروق. وخلص الدكتور باداود بالقول: دخول مجمع الملك عبدالله الطبي شمال جدة، الذي يضم 30 سريرا للعناية الفائقة هذا العام، سيخفف الكثير من الضغط على المستشفيات الحالية. تحويل الحالات وفيما يتعلق بآلية تحويل الحالات التي تحتاج إلى أسرة العناية المركزة، أوضح الدكتور محمد باجبير مدير إدارة الطوارئ والأزمات في صحة جدة، أن وزارة الصحة تعتمد آلية خاصة يتم بموجبها تحويل المريض إلى القطاع الخاص في حالة عدم توفر سرير عناية فائقة للمريض، حيث يتم أولا استقبال الحالة والتعامل معها في المستشفى الحكومي وإذا تعذر توفير سرير عناية مركزة في جميع المستشفيات العامة فإنه يتم تحويلها إلى مستشفى خاص بواسطة إدارة الطوارئ. وأضاف: 70 في المائة من الحالات التي تشغل أسرة العناية المركزة في مستشفيات الصحة في جدة ناتجة عن الحوادث المرورية أو إصابات الحوادث الأخرى المختلفة، تليها حالات الجلطات الناتجة عن داء السكري والضغط، ثم جلطات القلب. وأكد الدكتور باجبير، تعامل الصحة مع مختلف الحالات التي تحتاج إلى سرير عناية فائقة من منطلق إنساني، وتسعى جاهدة بكل الطرق إلى توفير أي تخصص دقيق أو نادر يحتاجه مريض العناية المركزة. تنامي الحاجة من جانبه بين مدير مستشفى الثغر الدكتور ناصر الجهني، أن التوسعات الجديدة التي شهدتها المستشفيات العامة خلال الفترة الأخيرة، أسهمت بشكل مباشر في التغلب على الطلب المتزايد على أسرة العناية المركزة، إلا أن الحاجة تظل واردة في ظل تنامي الكثافة السكانية في مدينة جدة المترامية الأطراف. وأضاف: يلاحظ أن أكثر أسرة العناية المركزة تكون شاغرة بالحوادث المختلفة، خاصة المرورية، وفي حالة عدم توفر السرير فإنه يتم التنسيق مع إدارة الطوارئ والأزمات لعلاج الحالة في مستشفى خاص على نفقة وزارة الصحة. مؤكداً على أن التوسعات الجديدة والمستشفيات الجديدة التي تحت التنفيذ من شأنها التخفيف من الضغط الحالي على المستشفيات القائمة حاليا بشكل ملحوظ.