أمهات سعوديات يبسطن أجنحة الأمل في انتظار ما تسفر عنه الدراسات والتوصيات الرسمية وغير الرسمية لإزاحة هم ثقيل عن كاهلن .. ملف تجنيس أبنائهن وبناتهن من أزواج غير سعوديين، الحالة تشغل بال المئات ممن ينظرن بأمل وقلق وتردد وترقب إلى مستقبل غامض يحيط بفلذات أكبادهن ممن ولدوا وترعرعوا في الوطن ولا يعرفون بلدا غيره وتصدمهم عقبات وإشكاليات و(نقاط) قضية تجنيس أبناء السعوديات من أزواج أجانب تستحق التأمل فالأولاد والبنات ينظر إليهم كأجانب وأغراب يصطدمون بمعيقات في الدراسة والعلاج والتوظيف وبرغم التعديل على المادتين السابعة والثامنة من مواد اللائحة التنفيذية لنظام منح الجنسية للمولودين في المملكة لأم سعودية وأب أجنبي، وفيما يتعلق ببند «جد الأم»، غير أن الكثير من الأمهات وجدن صعوبة في هذا البند الذي يعد عائقا كبيرا أمام حصول أبنائهن على الجنسية على حد تعبيرهن . الأمهات السعوديات طالبن أن تكون الشروط المستوجبة لمنح أبنائهن الجنسية أكثر تيسيرا وعدلا مثلما يحدث لأبناء المواطن السعودي المتزوج من أجنبية، وتطالب الأمهات تخيير أبنائهن عند بلوغ سن الرشد بين جنسية أبيهم أو جنسية أمهم، مع التأكيد أن أبنائهن لا يعرفون وطنا غير السعودية ولا ولاء لغيرها ولم تطأ أقدامهم أرضا غير أرض المملكة. اندونيسي لأم سعودية «عكاظ» التقت عددا من الأبناء والبنات من أمهات سعوديات، كما التقت بالأمهات السعوديات واقتربت من همومهم وأحلامهم. ناصر فلمبان (44 عاما) اندونيسي من أم سعودية، روى قصة معاناته التي امتدت لأكثر من عشرين عاما مشيراً إلى أنه يعيش في السعودية على كفالة أحد رجال الأعمال. يقول ناصر ( ولدت أنا و 9 من أشقائي في مدينة تبوك، والدي يحمل الجنسية الإندونيسية بينما أمي سعودية المنشأ من منطقة القصيم، جميع أخوتي لم يتمكنوا من الحصول على الجنسية سوى أحد شقيقاتي بعدما تزوجت من مواطن ولم تعد تواجه مشكلة. وأضاف فلمبان أنه حاول مع أشقائه الحصول على الجنسية إلا أن الشروط حالت دون ذلك ووقفت عائقا أمام الحلم حيث فشلوا جميعا في استكمال كافة الشروط المعقدة حسب تعبيره . نهاية المطاف فلمبان يقول إن اثبات الهوية بات عائقاً أمامه لمواصلة تعليمه، والحصول على فرص وظيفية، كما منعته من الزواج وإكمال نصف دينه إلى جانب استحالة تمكنه من مراجعة الدوائر والقطاعات الحكومية. وزاد أنه واخوته لم يتمكنوا من إكمال نصف الدين بالزواج خشية وقوع أبنائهم في ذات الاشكالية .. وقال إن شقيقه الاكبر بلغ عمر ال 54 ولم يتزوج حتى الآن لذات الأسباب المعروفة. ويتابع انه يعمل بائعا في بسطة للمواد الغذائية والملابس الجاهزة ويتخذ من محيط المساجد وبعض المرافق العامة مكانا لنشاطه .. ويتساءل : لا أعرف إلى أين سينتهي بي المطاف؟ شروط مستحيلة أبو عمار أردني (40 عاما) متزوج من سعودية ويعمل في إحدى مدارس تبوك بدا غير متفائلا على الاطلاق بحصول أبنائه على الجنسية. وقال إنه اضطر إلى تسفير أبنائه مع والدتهم إلى الاردن لمغالبة مشاكل التعليم والعلاج والتوظيف وخلافها ويضيف أبو عمار حاولت جاهداً على حصول أبنائي للجنسية دون جدوى، فالشروط المطلوبة صعب استيفاءها بل هي المستحيل بعينه. وفي حالة مشابهة يقول المحامي محمد محفوظ (38 عاما) سوري الجنسية متزوج من مواطنة وأنجب منها طفلة: طفلتي على كفالتي وأنا على كفالة شخص وحاولت جاهداً الحصول على جنسية لابنتي ولم أتمكن من ذلك في ظل الشروط الصعبة. وأضاف محفوظ أن أخوات زوجته يعانين نفس المشكلة مطالبا الجهات المعنية التخفيف من بعض الشروط والتسهيل على حصول أبناء السعوديات على جنسية والدتهم أسوة بالمواطن المتزوج من أجنبية. ندمت على الزواج (ن) سعودية ( 45 عاما) رفضت الحديث عن معاناتها وبررت ذلك بما أسمته خوفها على ابنائها الذين يحملون الجنسية المصرية ثم تراجعت عن مخاوفها وقالت ل (عكاظ) انها تعض بنان الندم على موافقتها الزواج من غير السعودي حيث انها لم تكن تعلم قبل 15 عاما ان مشاكل ستواجهها. وأضافت انها اقترنت بصديق والدها قبل 15 عاما وانجبت منه 3 أولاد، وتعاني الآن من مصاعب في حصولهم على الجنسية وقالت انها طرقت كل الابواب لكن الانظمة والشروط وقفت دون تحقق املها وحلم ابنائها. وزادت بالقول انها باتت تخشى على مستقبل أبنائها في الوقت الراهن كونهم غير سعوديين وحثت الجهات المختصة بإعادة النظر في بعض الشروط والمطلوبات. تساؤلات عن المعايير ماهر محمد (28 عاماً) يمني الجنسية يقول: الجنسية أصبحت هاجساً وضغطا نفسيا عميقا لي .. والدتي سعودية وولدت في محافظة جدة ودرست في مدارسها ونشأت وترعرعت في تلك الأحياء، حتى أن كثيرا من زملائي لايعرفون أنني غير سعودي، ويتساءل ماهر، عن الفروقات في أحقية ابن السعودي بالحصول على الجنسية وعدم حصول المرأة السعودية على نفس الحق.