اتصل بي باحث من دولة الجزائر الشقيقة وأخبرني برغبته في عمل دراسة علمية لنيل درجة الدكتوراه عن الاستاذ الشاعر الكبير محمد حسن فقي. وكرر الرجل الاتصال بي عدة مرات للوصول إلى أبناء الفقي وتكوين معلومات عنه وبذل الرجل جهودا فيها مشقة كبيرة حتى يحصل على ما يريد. أود أن أقول انظروا كيف ينظر العالم إلينا وإلى رجالات الوطن من الأدباء والمثقفين والشعراء والكتاب باحترام وتقدير ويدرسون إنتاجهم الفكري والأدبي والثقافي لمعرفة معطيات ومستويات الاستعمال الثقافي والأدبي. ونحن في بلادنا لا يعرفهم الكثير من أنباء الشعب وخاصة أبناء هذا الجيل. وللأسف أن الأقسام المختصة بالجامعات السعودية لا توجه طلابها لعمل هذه الدراسات المتخصصة عن رجال الوطن، إلا فيما ندر وهي محاولات قليلة لا تذكر رغم علمي أن طالبا من سلطنة عمان أجرى دراسة عن الاستاذ المفكر والشاعر الكبير إبراهيم أمين فودة، أجرى دراسة بمستوى درجة الماجستير. أريد أن أصل إلى نتيجة أن الوطن أولى برجاله، فحبذا لو تدرس الأندية الأدبية والثقافية بالتنسيق مع الجامعات السعودية لإعداد مشروعات أدبية وثقافية كما لاحظت وغيري أننا نعاني حالياً كغيرنا من مشكل إصدار الأحكام المسبقة والجاهزة في الاتجاه النفسي السلبي للأدب والثقافة والفكر. نريد إلغاء مرحلة المحاكاة والتقليد، نريد منهج تفكير وإبداع ومنطقا ثقافيا مستقلا. أسعى لوجود مجال ثقافي وأدبي لاختصار الأجوبة بأقل عدد ممكن من الأفكار والمفاهيم الثقافية الصريحة، يضاف لذلك نريد رؤية نقدية لواقع الفكر وبخاصة فكر الواقع لنتجاوزه إلى الفكر الإبداعي، بحيث لا ينفصل عن الماضي. أرى ضرورة التسليح بالنظرة العقلانية الشبابية. الشباب الذين تشغلهم الأفكار الكبيرة العصرية. لرغبتهم العيش في عالم رحب وجميل ومتقدم، أقول كثيراً ما يشغلهم من الموضوعات ما تتبناه الثقافة الاستهلاكية. ويدافعون عنها. وقيادات الثقافة في بلادنا تعلم بخبرتها أن المكتبات العربية بمعظم الدول العربية بها كتب مطبوعة في الأساس هي دراسات علمية وبحثية يحصل عليها أصحابها من جامعات ومعاهد تلك الدول. فهل تقوم جامعاتنا بعقد لقاء علمي بين عمداء الكليات المختصة لإعداد خطط متوازنة للقيام بعمل وطني يدرس الأديب والمفكر والكاتب والشاعر والمثقف السعودي في كل اتجاهاته. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض. [email protected]