لم تزل أصداء دعوة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة للمثقفين والأدباء والمفكرين بضرورة إعمال الفكر وتقديم اقتراحات من أجل تطوير مهرجان سوق عكاظ، وقد وجدت هذه الدعوة التفاعل والإشادة، حيث واصل عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والمهرجانات الثقافية في المملكة طرح رؤاهم وأفكارهم حول ما أعلنته اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ مؤخرًا بعد اختتام فعاليات الدورة الرابعة، من أنها ستركز في العام المقبل (الدورة الخامسة) على عرض المنجزات التي تتعلق بمستقبل الإنسان، وأن عكاظ ليس للشعر وحده، بل للثقافة والتجارة والتقنية، كما أن عكاظ ليس للماضي فقط بل ليومنا ومستقبلنا. الابداع الراقي الدكتور جبريل حسن العريشي عضو مجلس الشورى قال أن مهرجان سوق عكاظ يعد مهرجانًا ثقافيًّا يقام من أجل تمازج الفكر الثقافي بين الأدباء والشعراء والفنانين، وهو حراك ثقافي على المستويات الأدبية والفنية كافة، وهدفه اكتشاف وخلق نوع من الإبداع الراقي من خلال مشاركة الأدباء المعروفين فيه، وفتح الأفق، وتطوير القدرة لمشاركة أكبر قدر ممكن من الأجهزة الثقافية والعلمية والتعليمية. مضيفًا: إن المهرجان في دورته الأخيرة كان لتكريم الروائيين ومشاركة الشعراء من مختلف مناطق المملكة، والتعريف بتراث المناطق من خلال الأمسيات الشعرية والثقافية والأدبية التي تخللت المهرجان، وذلك من خلال تنمية الثقافة المحليّة ودعمها بالوسائل كافة، بحيث كان هذا السوق حقًّا محطة إعلانية في تاريخ الجزيرة العربية، وملتقى للقبائل وأصحاب الرؤى والفكر الثقافي والاجتماعي والفني. وحول مقترحاته للدورات المقبل يقول العريشي: أرى أنه لا بد من وجود عروض وأفكار من مختلف مناطق المملكة نسميها «اكتشف المملكة العربية السعودية» بحيث نتعرف من خلال مهرجان سوق عكاظ على تراث المملكة بجوانبه كافة، بالإضافة إلى ما وصلت إليه المملكة من تقدم ورقي إلى يومنا هذا، وذلك لمكانة المملكة العربية السعودية في العصر مرورًا بجميع عصورها المجيدة الدينية والحضارية التي تجاوزت من خلالها الحدود الإقليمية إلى العالمية. كذلك لابد من حضور الجامعات السعودية في سوق عكاظ مستقبلا لإضفاء الصفة العلمية التوثيقية للأفكار الثقافية والتعليمية، مختتمًا بقوله: إن ما يمكن تحقيقه من خلال الاهتمام بالبرنامج الموازي في سوق عكاظ مستقبلاً هو بناء الإنسان الذي يُعدُّ هدف التنمية ووسيلتها، المعزز بالقيم الخلاَّقة والقيم النبيلة، هو عامل فاعل في البناء الحضاري والإنساني الشامل. ولهذا علينا السعي لتصحيح الأخطاء التي حصلت في الدورات السابقة، وإيجاد أفكار جديدة للتعريف والبناء الثقافي في المملكة، وبأن لا يكون هذا المهرجان امتدادًا لمهرجانات أخرى تقام في المملكة، فيجب أن يكون مهرجانًا متميزًا له طابعه الثقافي والفكري الأصيل. لانريد (كوكتيل) الدكتور صالح زياد أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة الملك سعود بالرياض أعرب عن خشيته من تحول (سوق عكاظ) إلى «كوكتيل» أو بعبارة أشقائنا المصريين «بتاع كله». ويوضح أنه في البيانات المتوالية تجاه السوق قرأنا أن: السوق سيركز على المنجزات التي تتعلق بمستقبل الإنسان، وقرأنا أن: عكاظ ليس للشعر وحده، بل للثقافة والتجارة والتقنية، وقرأنا أن عكاظ ليس للماضي فقط بل ليومنا ومستقبلنا، وقرأنا أن السوق تقدم للوطن وللعالم الأفكار الثقافية والفنية والتقنية التعليمية الجديدة!. وهنا كما يقول تبدو ضخامة السوق وتشتته بين جَمْع لا يمكن تصنيفه من الاهتمامات. راجيًا أن يكون لدى لجنة السوق أهداف واضحة ومحددة وواقعية وحبذا لو ركزت اللجنة على تحويل السوق إلى مؤتمر فكري وثقافي بطريقة عملية يستكتب له ذوو الفكر ورجاله الأفذاذ والكبار، وتعد موضوعاته ومحاوره ويطبع نتاجه. هذه المهمة لو توفر عليها جهد لجان السوق لأصبح السوق عكاظًا جديدًا ولافتًا للنظر حقًا.