يلاحظ في شوارع مدننا وأحيائها فقدان التنسيق في تقديم الخدمات العامة للمواطنين فشركات الاتصالات وشركة الكهرباء والأمانات وشركة المياه مثلا وغيرها كثير.. كل يضع خططه وينفذها بمعزل عن الاخر، ولا يلاحظ أي تنسيق واضح في ذلك هم (يجتهدون) ولكن هناك خللا. فتجد شارعا ما حفر هذا الشهر من قبل إحدى شركات الاتصالات ومن ثم تم إنهاء الأعمال وإعادته إلى وضعه السابق (ليس بالضبط أحيانا فهم يستعجلون) ويتم الحفر بعد ذلك من قبل شركة المياه وهكذا تستمر الأعمال ويكون المواطن ضحية الإزعاج وكثرة التحويلات ويكون مضطرا لممارسة رياضة قفز الحواجز عند الذهاب إلى المسجد مثلا، وقد لا تنجو سياراتنا وأطفالنا من السقوط في تلك الحفريات التي لا تنقطع عن نواظرنا. نؤمن أن تحول مدننا إلى ورش عمل شيء إيجابي ودليل على وجود خدمات ستنفذ ونؤمن أن الهدف إيصال الخدمة للمواطن وهذا شيء جيد وجميل أيضا. ولكن أن يتم حفر الشوارع ودفنها بين الحين والآخر فهذا أمر مزعج للغاية. ولا تلام كل وزارة أو إدارة خدمية فهي ترسم خططها وتقوم بتنفيذها بمفردها. أليس من المجدي أن يكون لوزارة الاقتصاد والتخطيط اليد الطولى في رسم خطط واضحة ومحددة للوزارات الخدمية بالذات بمشاركة المختصين من كل وزارة وفق إطار عام موحد يخدم الأهداف التي ترجوها الدولة للمواطن ويقضى على الازدواجية والعشوائية في تقديم الخدمات وتكون الوزارات جهات تنفيذية إشرافية فقط تعمل كفريق واحد لخدمة الوطن. إن التنفيذ (مهم) ولكن التخطيط في علم الادارة (أهم) من التنفيذ بمراحل فإذا وضعت الخطط بشكل سليم وروعي فيها تحقيق الهدف والقضاء على الازدواجيه والقضاء على المعوقات التي قد تعترض تحقيق الهدف سهل بمشيئة الله التنفيذ.. العمل والغاية من تقديم الخدمات هي راحة ورفاهية المواطن إذن الهدف واضح فيجب من وجهة نظري المتواضعة أن يكون التخطيط موحدا حيث تضع الوزارات أهدافها وغاياتها المستقبلية لسنة أو سنوات حسب الأولوية لديها وتقوم وزارة الاقتصاد التخطيط بدراستها بالتعاون مع شركات عالمية مختصة وتعمل على إبداء رأيها ورسم خطط موحدة تخدم الصالح العام وتقضي على الازدواجية والعشوائية التي عانى منها الوطن والمواطن ولايزال.. رغم الوفورات المالية التي توفرها ووفرتها حكومتنا الرشيدة أعزها الله.. دمتم في خير. [email protected]