هل يمكن أن نختزل ربع قرن من الزمان في سويعات لسماع حكاية زيتون الوطن؟ تساؤل يطوي في إجابته حكاية أبهرت الكثيرين، وأذهلت المهتمين، فشدوا رحالهم إلى شمال المملكة لينهلوا من زيت أشجار الزيتون المضيء وينعموا بثمرتها اليانعة. ويشهدوا مهرجان الزيتون في عامه السادس، بعدما أصبح إنتاج زيت الزيتون الجوفي الأنقى والأفضل عالميا. وخلال جولة «عكاظ» في مزارع عويضة مناحي الربيعان استعاد ذاكرته ل25 عاما مضت وكأنها أشهر، قائلا: «شرعت وبعض المزارعين عام 1408ه في زراعة أغصان الزيتون التي حصلنا عليها من مدن الشام القريبة وعام بعد عام بدأ الحصاد يثمر وصرنا نقطف الثمار فرحين مستبشرين وأصبح لدينا كميات كبيرة من الزيتون، وزيت الزيتون بعد عصره بالمعاصر المتوفرة في ذلك الوقت ولم يكن لدينا حلول أو أفكار في تسويقه سوى أن نهديه لأقاربنا وأصدقائنا فيما يتعرض المتبقي منه للتلف. واستمر الحال لسنوات طوال، وعام بعد عام والمحصول في ازدياد فمدينة الجوف تزخر بالمياه الجوفية المحلاة التي تعمل على مضاعفة المحصول كما تكثر بها الأمطار. واستطرد عويضة منشرحا ببشرى خبر موافقة الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف بإطلاق مهرجان الزيتون للاستثمار والتسويق بالجوف وذلك عام 1428ه معلنا بذلك انطلاقة زيتون الجوف إلى أنحاء المملكة ودول الخليج حتى أضحى ذا جودة معروفة وموثوق بها إلى درجة كبيرة، ومطلوب في السوق المحلي والخليجي. وأثبتت التجارب أن زيت الزيتون الجوفي النقي الأفضل عالميا حيث إن نسبة الحموضة به ضئيلة جدا. واستبشر المزارعون خيرا فقد وجدوا ضالتهم بعد سنوات طويلة، وبهذا أصبح المهرجان نقطة تحول هامة في تاريخ الجوف عمل على تسويق الزيتون وزيت الزيتون، إضافة إلى التعريف بمدينة الجوف التاريخية والمتاحف والآثار التي تزخر بها منذ عصور ما قبل الإسلام. وطالب المزارعون بإنشاء إدارة خاصة تعنى بشؤون الزيتون خاصة مهرجان الزيتون لأن الجهود الذاتية التي تقوم بها أمانة الجوف مشكورة بتوجيه من الإمارة تحتاج إلى دعم أكبر وكذلك الصالة المخصصة لمنتجات المزارعين لا تفي باحتياجاتهم، كذلك وجود إدارة خاصة لتنظيم المعارض مثل الإدارات الموجودة بالمدن الرئيسية بالمملكة.