يعج سوق المسترجعات في منطقة جازان بالعشوائيات مما جعله يصبح مرتعا للمخالفات ومكانا آمنا للمسروقات ونقطة سوداء تشوه الصورة الجميلة للمنطقة. وتشكل النفايات والأثاث القديم المستعمل اختناقات مرورية في السوق، حيث وصفه أحد العاملين بأنه تحول مؤخرا إلى مكب للنفايات ومساعدا للعمالة المخالفة وبات يعج بالوافدة نتيجة لغياب الرقابة المستمرة، فالسوق يضم الكثير من الأجهزة المنزلية والأثاث المستعمل والأدوات الكهربائية والتي أحاطت به من جميع الجهات، حيث تشكل المسترجعات مجهولة المصدر والتي قد تكون مسروقة لذلك تباع بأسعار معقولة وذلك ما يجذب الكثيرين إليها، دون أن يكون هناك رصد لهذه المبيعات من خلال التأكد من هوية أصحابها، فيما تذمر عدد من قاصدي غياب شروط السلامة والوسائل التي تساهم في حماية الجميع. ومع أن الباعة في السوق يعرفون أن قدم إنشائه منذ عدة سنوات يحول دون توفير المزيد من الأماكن، فباتت بضاعتهم تعرض في مواقع محدودة، إلا أنهم حسب البائع أحمد علي لا زالوا متمسكين بالموقع لشهرته ووجوده في وسط المنطقة، مما يجعل الإقبال عليه كبيرا. وحدد عدد من المستأجرين ومنهم حمود الحازمي طلباتهم من أمانة المنطقة والمتمثل في توفير محلات لنا لحماية أغراضنا من السرقة والتلف، بالإضافة إلى التنظيم داخل الحراج، حيث إنه يعتبر من أهم الأسواق القديمة بالمنطقة ويخدم العديد من الأهالي، ولكن ساءت حالته مؤخرا فأصبح أشبه بالمستودعات التي تهمش لسنين طويلة وكأن أحدا لم يقطنه منذ أعوام عديدة. فيما اعتبر علي زيلع أهمية توفير الحراسات الأمنية على مدار الساعة حتى لا تتعرض بضاعتهم للسرقة، وتتدخل في بعض الاشتباكات بين الزبائن والبائعين. وأوضح كل من المواطن حسن المشيخي وعلي حيدر وأحمد عقيلي انعدام النظافة فهي أهم المعوقات التي تجعلنا نتراجع أحيانا من الحضور لهذا الحراج ونرجو الاهتمام به من قبل المسؤولين لأنه من الأسواق التي يلجأ إليها الكثير من الأهالي. وبين شيخ حراج جازان صالح صديق أن عمليات البيع لا تتم إلا عن طريق فواتير ولا بد من تدوين أرقام السجلات المدنية وأرقام هواتفهم بالإضافة إلى عنوان سكنهم، رافضا فكرة النقل إلى موقع الحراج الجديد الذي أعلنت عنه الأمانة سابقا، وحددت الموقع في الصناعية، مبررا ببعد المكان قائلا: «الشخص يبيع غرضا من أجل توفير لقمة العيش فإذا انتقل موقع الحراج، فسوف يصرف المبلغ الحاصل عليه فقط على أجرة النقل ونحن لا نرضى بذلك الوضع». لكن الناطق الإعلامي بأمانة جازان طارق الرفاعي أكد أنه يجري تنفيذ موقع الحراج الجديد بالمنطقة الصناعية وفي حال الانتهاء من الحراج الجديد سيتم نقل المستثمرين إليه وإزالة الموقع القديم بشكل نهائي، مضيفا أنه بشأن تكدس بعض الخردوات التي لا حاجة لها فهذا يسببه بعض المستثمرين ويتم تطبيق الإجراءات والاشتراطات البلدية في حقهم وسوف يتم إزالته. غير متعاون وأوضح العقيد عوض القحطاني من شرطة جازان أنه كانت ترد بعض البلاغات من شيخ الحراج السابق وهو متعاون مع الجميع بطريقة جيدة، حيث يتم تبليغنا عندما يشتبه في بعض البضائع المسروقة أو عندما تسرق بعض الأغراض من الموقع، ولكن وردنا مؤخرا بأن الشيخ الحالي ليس متعاونا بالطريقة الكافية ولكن يظل التواصل مع شيخهم شيء أساسي.