بماذا تصفون شخصا كان «مستورا» لا يعرف الناس الكثير من عيوبه، وفجأة يعرض نفسه للسخرية؟. خطر على البال هذا السؤال حين وجدت صوتين يصطرخان بداخلي بعد أن قرأت خبرا عن «مشروع معركة» ستشغل الملايين هذا العام، بين أحلام الإماراتية، ونانسي عجرم بمناسبة حملة الترويج لبرنامج «أراب آيدول» .. قفز «المتخلف» الذي انزعج من الاهتمام بهذه المعركة «التاريخية» والمساحة التي أعطيت لها، واتساع دائرتها، وانتشارها في الصحف والمواقع الإليكترونية، وعدد المتابعين لها.. بدأ «المتعصب غير المستنير!!» يثير اللغط .. يسفه المهتمين بهذا الحدث في الوقت الذي ينتفض الشباب ضد الظلم والفساد بعد أن أحاطت به مآسي شعوب تتعرض للقتل والتهجير على يد طغاة لايهمهم إلا البقاء .. رفع صوته: كيف يهتم شباب بهذه «الميوعة» والناس من حولهم تتقاتل من أجل الحرية والكرامة والعدالة ؟.. تدفق هذا الصوت يسرد قائمة اهتماماته، ولم يوقفه إلا صوت آخر صاح: صدعت رؤوسنا.. أنت لا يشغلك إلا الحديث عن نقص المساكن، وارتفاع الإيجارات، وغلاء الأسعار، وحوادث الطرق، وكاميرات ساهر، وندرة الوظائف، وطوابير الباحثين عن سرير في المستشفيات، والشاكين من حفر الطرق، وتداخل سيارات الأجرة بالخصوصي عند بوابات المطارات.أنت لا تدري ما يدور حولك لا تتابع اهتمام الشباب، تحسب نفسك في دائرة الأولويات، لا تعرف معنى أنك تعيش، ولا تقترب مما يريد الشباب، وبماذا يهتمون، وماذا يسمعون ويشاهدون.. دعك من «هواة النكد» الذين لا يتحدثون إلا عن الوظائف، ومشاكل مكتب العمل، وأطماع شركات التأمين، هؤلاء لا يحبون الحياة، ويفسدون متعتها، ويكرهون الفرح، ولا يرون من الدنيا إلى وجهها النكد.. يا أخي : «حل عنا».. لا تنكد علينا أنت حتى عندما تريد أن تفرح لا تعرف، وفرحك «على قد حالك» ، أنغامك لا يسمعها هذا الجيل، وخطواتك أقصر من قفزاته، ومزاجك «الرائق» يجلب لنا الهم والغم. «الشايب» المسيطر عليك لا يريد لك السعادة، ويحرص على أن تقضي يومك وليلك أسير هذه الهموم. خلاص إذا كنت «حلال العقد ورينا» !! لم ينته جدل الصوتين. و بقي السؤال: كم من الناس تتجادل في عقولهم ونفوسهم القيم المتنافرة؟ وكم منهم من يعرف هذه الازدواجية، وكيف تنعكس على حياته؟.