من أجمل النصائح التي وصلتني إلكترونياً تلك التي تطالبنا بأن لا نكره أحداً ونكتفي بالإبتعاد عنه وتجنبه ما إستطعنا ذلك لسبب بسيط ومهم وهو أننا نحن فقط من سيعاني ويتضايق من كرهنا له؛ فكلما رأيناه أو سمعنا صوته؛ وحتى عندما يتحدث الآخرون عنه أو يذكرون أسمه فسيتحرك في داخلنا إحساس سيئ يعكر مزاجنا وباقي يومنا حتى وهو بعيد عنا؛ وفي ذات الوقت فإن هذا الشخص الذي نكرهه «إذا كان يستحق مثل هذا الإحساس منا»؛ فإنه لن يتضرر أو يتأثر بكرهنا له لأنه لا يملك القدرة على الإحساس بأنه تسبب في ضررنا أو إيذاء مشاعرنا؛ أما باقي النصيحة فيؤكد على أن الآخرين لن يهمهم أو يعنيهم أو حتى يؤثر فيهم كرهنا لشخص ما أو حتى حبنا له. إننا إذا كرهناهم سنعاني كثيراً لإضطرارنا التعامل معهم ،وقد يكون ذلك بشكل يومي ؛ فهل تريدون أن تنكِّدوا على أنفسكم وتكرهوا أحداً؟؛ لا أنصحكم بذلك فكل ما ستحصلون عليه هو النكد والهم والغم الذي سيتملك حياتكم. ولست هنا أتحدث عن أولئك الذين إرتكبوا أخطاءً في حقنا وتأثروا مما تسببوا لنا به من أذى واعتذروا عن ذلك وبذلوا جهداً في سبيل تصحيح خطئهم؛ فهؤلاء يستحقون منا التجاوب معهم والتسامح لإعادة علاقتنا بهم كما كانت أو حتى أفضل لأننا وهم لا نستحق أن تؤثر سلباً فينا أخطاؤنا البشريه التي لا نقصدها ولا تمثل شخصياتنا ولا نوايانا تجاه بعضنا البعض. أما مستحقي الكره فهم الذين يعيشون لأنفسهم ولا يحترمون أحقية غيرهم بأن تحترم مشاعرهم ويرون بأن لهم أولوية على باقي البشر وأن كل هذه الحياة ومن فيها من بشر موجودون للإحتفاء بهم وتحقيق رغباتهم وتحمل سوء تصرفاتهم؛ ونجدهم لا يفكرون إلا بأنفسهم في كل تصرفاتهم ويكونوا مستعدين لإستغلال كل إنسان أو موقف في سبيل تحقيق مكاسب شخصية لهم؛ والغريب أنهم يكونون مقتنعين بأن سلوكهم مبرر وأن من لايعجبه ذلك فهو غير موجود في حياتهم ولا قيمة له. والآن ألم يخطر ببالك أشخاص يمثلون هذه الشخصيات؟؛ وهل تتذكر معاناتك في التعامل معهم والشعور السيئ الذي ينتابك بمجرد رؤيتهم أو سماع اسمهم؟. ولأن أعدادهم في إزدياد فإننا إذا كرهناهم سنعاني كثيراً لإضطرارنا التعامل معهم ،وقد يكون ذلك بشكل يومي ؛ فهل تريدون أن تنكدوا على أنفسكم وتكرهوا أحداً؟؛ لا أنصحكم بذلك فكل ما ستحصلون عليه هو النكد والهم والغم الذي سيتملك حياتكم. [email protected]