انتقد الناقد حسين بافقيه النقاد الأكاديميين قائلا: «الأكاديميون الجدد توجهوا بنقدهم ودراساتهم إلى (أدب) ضعيف، ما يجعلهم مساهمين في هذا التضعضع الأدبي، وترميز أسماء لا تستحق أن تكون أدبية، وذلك خلافا للجيل الأول من الأكاديميين الذين لهم إسهامات مشهودة في الأدب وواقعه». وسلط بافقيه، في محاضرته في خميسية الجاسر «قراءة في أثر مجهول»، الضوء على كتاب «الأدب الفني» الذي صدر سنة 1353ه، قائلا: «هو أول كتاب نقدي بعد إعلان توحيد المملكة، كما أنه أتى خامس خمسة كتب صدرت في ذلك الحين»، مستعرضا في المحاضرة وجهتي نظر حول الكتاب الأولى ل«عزيز ضياء»، والأخرى ل«أحمد عطار»، مؤكدا أن الكتاب يعكس فهما عميقا لنظرية الأدب وأصوله. ووصف بافقيه مؤلف الكتاب حسن كتبي برائد من الرواد الكبار، مشيرا إلى أنه مال في البدء إلى رأي عزيز ضياء في الكتاب، ولم يتفق كثيرا مع رأي أحمد عبدالغفور عطار، الذي يرى أنه ربما يكون بالغ شيئا ما في مدح أستاذه وكتابه. وقال بافقيه: «المقال الذي كتبه أحمد عطار حول الكتاب نقيض ما كتبه عزيز ضياء في مقالته عن الكتاب ومؤلفه، إذ ارتفع بالكتاب وصاحبه، ونزل به ضياء، ويلحظ أن المقال يحمل حماسة طالب لأستاذه وكتابه»، مبينا أنه احتار في البداية بين ما كتبه كل من ضياء وعطار، فعين ترى ما كتبه الأول، وعين تقرأ ما دبجه الآخر، وأضاف «مؤلف الكتاب طرق بابا من أبواب فن الأدب لم يسبقه أحد إلى طرقه»، وزاد «تاريخ الأدب والثقافة مال إلى مقالة عزيز ضياء حينها ولم يحتفل بمقالة أحمد عبدالغفور عطار، حتى سكت التاريخ عن كتاب (الأدب الفني) ولم يكد يعرفه إلا اسما في أسامي الكتب والفهارس».