نعى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الفنان اليمني محمد مرشد ناجي، الذي وافاه الأجل أمس عن عمر ناهز 86 عاما في مدينة عدن جنوبي اليمن بعد معاناة طويلة مع مرض القلب وضيق الشرايين، معربا عن تعازيه لأسرة الفنان الراحل، مؤكدا على الخصوصية والمكانة الفنية التي تربع عليها الفنان الراحل في مسار تطور الأغنية اليمنية، وقال إنه كان من أهم الأسماء في تاريخ الأغنية اليمنية لأكثر من ستة عقود. وأشار الرئيس اليمني إلى الخسارة الكبيرة التي خلفها رحيل الفنان المرشدي في الساحة الفنية اليمنية والإقليمية والعربية، حيث أسهم بدور ريادي في إثراء وتطوير الأغنية اليمنية، وأسهم بدور هام في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع على مستوى اليمن والجزيرة. وكان الرئيس اليمني قد وجه العام الماضي بعلاجه في الهند على نفقة الحكومة اليمنية لإجراء عملية قلب مفتوح. وأجريت للفنان الراحل العديد من العمليات لمعالجته تضيق الشرايين، إلا أن التضيق الحاد في الصمام الأورطي واستعصاء إجراء جراحة لمعالجته نتيجة الارتخاء الشديد في عضلات القلب وعدم قدرة الفنان على تحمل العملية بحكم سنه أعاق إجراءها. ويعد «المرشدي» من الفنانين القلائل الذين تمكنوا ببراعة من تقديم عطاءات ونتاجات إبداعية استندت على محاكاة التراث اليمني برؤيته المستقلة وبمنظوره ومنهاجه ومدرسته المتميزة، معتمدا بذلك على جمال وعذوبة ورقة صوته وسلاسة وسلامة مخارج الألفاظ والقدرة على التغيير والتنويع بخلق جمل موسيقية ومقامات لحنيه وإيقاعات يمنية مصحوبة بثراء في العاطفة والشجن المتدفق المرتبط بجذور وأصول التربة اليمنية، وهو من مواليد 4 جماد الثانية 6 نوفمبر عام 1929م في مديرية الشيخ عثمان التابعة لمحافظة عدن. قدم أول أغنية له عام 1951، اسمها «هي وقفة»، كلمات الشاعر الكبير محمد سعيد جرادة، وقدم خلال مشواره الفني طيفا واسعا من ألوان الغناء اليمني اللحجي والعدني والصنعاني وغيرها، وتفرد بأداء خاص ومتميز في أغانيه، وأدى بتفوق جميع ألوان الأغنية اليمنية.. ونجح الفنان محمد مرشد ناجي بشكل لافت في تحقيق القيم والمفاهيم التي تحمل بمضامينها ماهية ووظيفة الفن ودور الفنان المثقف الملتزم باشتغالاته الغنائية والموسيقية المبتكرة الحديثة، واستطاع في نفس الوقت أن يتعامل ويتعاطى مع التراث والفلكلور اليمني برؤى ومعالجة فنية حداثية، ليجعله محتفظا بأصالته وهويته ومحببا لأذن المستمع والمتلقي في داخل الوطن وخارجه.