خرجت من مطار إحدى الدول العربية المتطورة جدا من صالة المغادرة بعد أن أنهيت إجراءات سفر أحد الأقرباء وأردت ركوب إحدى سيارات الأجرة التي تنزل الركاب المغادرين عند صالة المغادرة.. ووجدت كل سائقي الأجرة يرفضون نقلي معهم فاستغربت فإذا بمواطن «محترم» من تلك الدولة يفيدني أن هذا المكان مخصص فقط لإنزال الركاب المغادرين وغير مسموح لصاحب التاكسي أن يحمل معه ركابا.. وعلي أن أنزل لصالة القدوم فمن هناك تستطيع أن تستقل سيارة تاكسي حيث إن ذلك المكان مخصص لنقل الركاب من المطار ولا يوجد مكان آخر مسموح فيه نقل الركاب غير هذا المكان.. وكانت تلك الملاحظة امتدادا لروعة التنظيم في تلك الدولة التي استقلت بعد تأسيس المملكة بعشرات السنين حيث التنظيم الرائع في كل شيء والتعامل الراقي مع كل زائر والنظافة والترتيب والأناقة في كل مكان. وفي اليوم الثاني وصلت مطار الملك عبدالعزيز «الدولي» وعند بوابة القدوم شاهدت منظرا أشبه ما يكون «بحراج» فسيارات الأجرة مع السيارات الخاصة والفوضى تعم المكان لا ترتيب .. لا تنظيم وبعض السائقين عند تلك البوابة يصطادون الركاب في منظر غير حضاري وبفوضى استطاعت كاميرا جريدة عكاظ أن تنقله بدقة في صفحتها الأولى في اليوم التالي [الخميس 12 ربيع الأول 1434الموافق 24 يناير من عام 2013م]. وهنا أسأل القائمين على المطار هل هذا الأمر يصعب تنظيمه؟ وإلى متى وهذا المنظر المخجل يصطدم به كل من يزور بلادنا ولماذا لا نستفيد من تجارب الدول التي سبقتنا أو التي جاءت من بعدنا والأمر ليس بهذه الصعوبة والتعقيد!!. وبمناسبة سيارات الأجرة تجد مكتوبا أمام عينيك وأنت تجلس إلى جوار السائق في تلك الدولة «إذا لم يكن العداد يعمل فأنت معفى من دفع أي مبلغ للسائق» وتلك السيارات يحدد مكانها وتتابع سرعتها عبر التقنية الحديثة.. والسائقون هم من نفس جنسية السائقين الذي يقودون سيارات الأجرة في بلادنا. فلماذا هم هناك ملتزمون وعندنا غير ملتزمين لا «بعداد» ولا «بسرعة» ولا «بنظام» ولا «بهندام». إنها الادارة التي قال عنها الرئيس الأمريكي الشهير «جون كينيدي» حينما كان التنافس بين أمريكا والاتحاد السوفيتي آنذاك على أشده: بيننا وبينهم الإدارة من ينتصر في الإدارة سينتصر في الأخير. ومشكلتنا نحن تكمن في الإدارة ولا شيء غير الإدارة. [email protected]