تعد سيارة الأجرة وقائدها واجهة حضارية للبلد ويشترط في بعض الدول الأوروبية عدة شروط لمنح صاحب سيارة الأجرة لمزاولة عمله، فهناك الثقافة والتعامل اللبق وقبل ذلك طريقة تقديم الخدمة للزائر بكل أدب. مع انضباطية في التقيد بالتسعيرة المرصدة والمسعّرة من قبل جهة الاختصاص والالتزام بقواعد المرور.. وفى أقرب الدول لنا محيطاً كدبي يشاهد الزائر وقوف سيارات الأجرة بنظام واحترام مع مراعاة كاملة بحسب العداد الخاص بسعر الراكب ويستريح الزائر والقادم لذلك العمل لسلامة الإجراء حتى وإن فقد شيئاً من أغراضه فيكون مطمئناً بإعادتها إليه إذا عرف بعض الأشياء البسيطة عن الشركة المالكة. عند قدومك للرياض وخلال هذه الأيام وبعد خروجك من الصالة تشاهد حالة غريبة من الفوضى المنعدمة!!! فتاكسي الأجرة في صراع مع التاكسي الآخر على الوقوف ولا يتحرك أي واحد منهم قبل الأخر. فقد قامت إدارة المطار بوضع حاجز اسمنتي فاصل بطول مئات الأمتار لكي تسير السيارات في نظام واحد وهذا أمر حسن لكن وجدت مشكلة كبرى أعظم من ذلك الحاجز؟ فكثير من السائقين السعوديين لا يتقيدون بسعر معين فإذا أردت وجهة الجنوب تجدها لدى غير السعودي بسبعين ريالاً ولدى ابن الوطن فوق التسعين حتى المائة والأربعين ريالاً والكل هنا يحاول إظهار المهارة والشطارة على الزائر أو القادم!! وحتى إن وجدت سعراً معقولاً كالثمانين ريالاً فلا يمكن لقائد سيارة الأجرة أن يتقدم على الأخر فهو محاصر من الأمام والخلف وقد يضطر صاحب الأجرة للسير على الرصيف الأيمن لمحاولة الخروج ووقوع الإشكالات والمصادمات التي لا تحمد عقباها. قبل سنوات قليلة تولت شركات خاصة النقل بتسعيرة ثابتة فكل منطقة لها سعر معين ومدون يلتزم بها أصحاب الأجرة من غير السعوديين ويرتاح لها القادم! لو وضعت تسعيرة ثابتة لأصحاب الأجرة من السعوديين مع إعطاء أى صاحب أجرة مهارة التعامل من الزائر والقادم لتغير الحال أو فعِّل نظام العداد الالكتروني واشتراط وضعه في كل سيارة أجرة. إن القادم للرياض والزائر لها أمام هذا المنظر السيء وغير الحضاري والخجول سيتردد ألف مرة قبل القدوم لها. فهل تنقذ هيئة السياحة والجهات المسؤولة زوار العاصمة وتسعى لتغيير هذا المنظر غير اللائق لمدينة الرياض ويحاسب المسؤول عن تردي ذلك الوضع!!!