تقال هذه العبارة عندما يمدح شخص ما مدحا لا يستحقه أو أنه قد يستحق شيئا منه ولكنه إذا سمع المدح فإن رأسه يكبر وأذناه تطولان وصدره ينتفخ حتى يمشي في الأرض مرحا، وربما حرن وبرطع فآذى من حوله بحركته الرعناء، لذلك يتواصى قائلوها بألا يمدح من يؤثر عليه المدح ويحوله إلى إنسان مغرور يقوده غروره في مرحلة لاحقة إلى البطر والظلم وليس المقصود بالعبارة إنزال الموصوف إلى مستوى الحمار، ولكن المراد أن رأس الحمار كبير بطبيعته فلا يحتاج إلى تكبير وأن رأس بعض الناس خاوٍ من الذكاء الذي يجعله يعرف قدر نفسه، فيؤدي به عدم معرفته لقدر نفسه إلى اعتبار أي مديح شيئا مستحقا وأنه يستاهل أكثر من ذلك فيكبر رأسه ويصبح ثقيلا على جسده مؤذيا لعنقه ويظل كذلك حتى يترنح ويسقط! وتقول أسطورة هندية إن قرويا أراد أن يشجع حماره على حمل الأثقال وتحمل المشاق، فأخذ يغني له قائلا: إنك يا حماري حمار مميز وأنت عندي أجمل من الغزال الشارد، فاهتز الحمار طربا وكبر رأسه قليلا وأخذ يمرغ جسده في التراب نشوة لما سمع من مديح وظل أسبوعا كاملا يقوم بأداء أعماله بقوة ونشاط وخفة، ثم ذهب وهج المديح السابق فبدأ في التباطؤ فلاحظ ذلك القروي فجاءه وغنى له: أنت يا حماري أسرع من النمر المرقط، فنشط الحمار مرة أخرى وأخذ يحمل الأثقال مجتهدا ويذهب بها مسرعا ويعود ليحمل غيرها ليثبت أنه أسرع من النمر المرقط، إلا أن جرعة المديح بدأ مفعولها يزول بعد أيام قليلة، فلم يجد القروي بدا من نسج أغنية جديدة تقول: إنك يا حماري أقوى من الأسد وإن الأسد ليهابك لو قابلك في الغابة، وهنا كبر رأس الحمار أكثر مما يحتمله جسده فأخذ يمشى ويترنح حتى سقط على الأرض فمر به أسد فأكله وهو يصيح بهلع: أيها القروي لقد آذيتني.. كيف تقول إنني أقوى من الأسد وها أنا ذا أؤكل وليس لدي من القوة ما يحميني من براثن الأسد لقد خدعت نفسي عندما صدقتك، فأجابه القروي قائلا: لو لم تكن حمارا لما صدقت ما كنت أقوله لك ولكنك حمار.. هذا هو كل شيء!. فما أكثر العبر وأقل الاعتبار!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة