لم يعرف حي العوالي في مكةالمكرمة سوى التجار وكبار المستثمرين الذين لطالما كانوا بين سكانه منذ عدة عقود، لكن الحي الذي عرف بأنه من أرقى الأحياء في العاصمة المقدسة، بما يحويه من قصور وفلل راقية، يخبئ بين جنباته جزءا يذوب مع أول قطرة مطر، ليأتي التباين قائما بين شوارع في الواجهة مميزة، وأخرى لا تعرف أي تطور، للدرجة التي يرتفع فيها منسوب المياه إلى أكثر من متر ونصف المتر في الشوارع المتاخمة للمنازل والواقعة في الجنوب الشرقي من مكةالمكرمة. وأشار علي الطيب إلى منزله وسيارته مشيرا إلى مستوى منسوب المياه الذي تجاوز طوله بعض الشيء، مؤكدا دخول المياه إلى منزله وإتلاف جميع محتوياته من المفروشات والأجهزة المنزلية. وأضاف الطيب أن سيارته تضررت كذلك من جراء السيول مؤكدا أن تلك السيول جاءتهم منقولة من حيهم والأحياء المجاورة لهم: «هنالك تصريف لهذه المياه بجانب منزله المكون من دور أرضي ولكنها صغيرة ولا تستوعب كمية المياه المنقولة». وأضاف وسيم نحاس واصفا حاله وحال جيرانه وما يتعرضون له من تلفيات بالغة تؤثر على أحوالهم المادية أن السيارات تتعرض للتلف بسبب تلك السيول، وأحيانا تلك السيول يعزل أصحاب تلك المنازل عن العالم الخارجي، مؤكدا على أنها كارثة تحل بهم تلحق بهم أضرار بالغة، مشيرا إلى أماكن تصريف تلك السيول التي لا تكفي لتصريفها وذلك لأنها تبدأ بالانسداد من بداية هطول المطر وتجمع المياه. وبين محمد بخش أنه كان خارج المنزل فقامت زوجته بإبلاغه عبر الجوال بأن المياه دخلت إلى المنزل فهرع مسرعا إلى المنزل، حيث كانت المفاجأة بأنه لم يستطع الوصول للمنزل، مؤكدا «بعد الاطمئنان على أحوال أبنائي وزوجتي انتظرت على الطريق العام أكثر من ثلاث ساعات حتى انخفض مستوى المياه»، مضيفا أن سيارته الصغيرة لا تستطيع مقاومة تلك السيول، «وهذا ما دعاني إلى الانتظار»، ويتذكر تلك الأوقات المريرة التي عاشها وهو في تخيلات بين خوفه على عائلته وبين التفكير في بيع المنزل والانتقال إلى منزل آخر بعيدا عن هذا المكان، مؤكدا في تقديره تكاليف الأضرار التي لحقت بمنزله بحوالي 22 ألف ريال.