سجلت أسعار الذرة وفول الصويا المكونان الرئيسيان لأعلاف الدواجن في المملكة تراجعا جديدا في البورصة العالمية لشهري فبراير ومارس المقبلين دون وجود أي مؤشرات على انخفاض سعر الدواجن بالسوق السعودي. وكشف مؤشر بورصة شيكاغو عن تراجع سعر طن الذرة إلى 286 دولارا للطن تسليم مارس المقبل بدلا من 327 دولارا في نوفمبر الماضي. وسجلت أسعار فول الصويا لشهر مارس للطن حوالي 533 دولارا مقابل 625 دولارا قبل 4 أشهر، وبالتالي فإن نسبة الانخفاض تتراوح بين 10 15 في المائة. يأتي ذلك فيما يبرر غالبية تجار الدواجن المحليين ارتفاع الدواجن إلى زيادة أسعار أعلاف الدواجن التي تشكل 70 في المائة من كلفة الإنتاج بحسب قولهم. وقالت مصادر متطابقة بسوق الأعلاف والدواجن إن أسعار الدواجن بالسوق السعودي خاصة المبردة لم تشهد أي انخفاضات طوال الأشهر الماضية رغم تأكيد وزارة الزراعة على اتجاه أسعار الأعلاف نحو الانخفاض. ولم تستغرب المصادر تماسك الأسعار طوال هذه الفترة نتيجة الطبيعة شبه الاحتكارية في السوق وصعوبة دخول مستثمرين جدد نتيجة الشروط المعقدة التي تفرضها وزارة الزراعة. وأشارت المصادر إلى أن طبيعة السوق السعودي تقوم على رفع الأسعار بمجرد الاستماع إلى أي زيادة هامشية في الأسواق العالمية في حين تظل الأسعار مرتفعة لسنوات بالسوق السعودي رغم انخفاضها بالبورصة العالمية. واستشهدت المصادر على ذلك بأسعار السكر والأرز التي ظلت مرتفعة بالسوق رغم انخفاضها في البورصة العالمية. وفي ظل غياب الرقابة، اقترب سعر الدجاج وزن 1200 جرام إلى 18 ريالا، وهو ما يستدعى تدخلا عاجلا لا سيما في ظل تأكيد وزارة الزراعة على أن سعر تكلفة إنتاج الكيلو الواحد لا تزيد على 8 9 ريالات. فيما يؤكد مستثمرون في هذه الصناعة أن تكلفة الكيلو الواحد لا تزيد على 7 ريالات. وطالب الاقتصادي الدكتور حبيب الله التركستاني أستاذ التسويق في جامعة الملك عبدالعزيز وزارة الزراعة بضرورة إزالة معوقات إنتاج الدواجن المحلية في ظل زيادة الاستهلاك ومحدودية الإنتاج المحلي عند 40 في المائة، فيما يتم استيراد الباقي من الخارج. وشدد على أن تنويع القاعدة الإنتاجية أصبح ضرورة عملية لزيادة الإنتاج المحلي بنسبة 50 في المائة على أقل تقدير خلال 5 سنوات، مطالبا في ذات السياق بضرورة زيادة الكميات المستوردة من الخارج من مصادر أخرى لتحقيق التنافسية المطلوبة في مجال الأسعار والجودة، لكنه عاد ليعرب عن مخاوفه من إمكانية تحقيق وزارة الزراعة أي أهداف لكثرة شكاواها من نقص الكوادر واللقاحات وكثرة النفوق خاصة في فصل الصيف.