أكدت وزارة الزراعة ارتفاع تكلفة إنتاج الكيلوجرام الواحد من الدواجن إلى ما بين 8 – 9 ريالات في المزرعة، مؤكدة إعداد خطة لزيادة الإنتاج المحلي بنسبة 50 في المائة خلال عامين فقط. جاء ذلك في تصريحات صحفية لجابر الشهري وكيل وزارة الزراعة للأبحاث والتنمية الزراعية والمتحدث الرسمي باسم الوزارة مشيرا إلى أن الإنتاج المحلي البالغ 509 آلاف طن يغطي 41 في المائة من حجم الاستهلاك. وقدر حجم الاستيراد بحوالى 750 ألف طن من الدواجن، مشيرا إلى أن الزيادة في سعر الدجاج المستورد بلغت حوالى 30 في المائة فيما بلغت في الإنتاج المحلي حوالى 15 20 في المائة. وأرجع الشهرى ارتفاع الأسعار إلى موجة الغلاء العالمية وانخفاض إنتاج الأعلاف بنسبة 30 في المائة لأسباب مناخية مختلفة فضلا عن توسع بعض الدول الغربية في استخدام الذرة وفول الصويا في إنتاج الوقود بديلا عن النفط . وأشار إلى أن تحسن الاقتصاد العالمي وارتفاع اللحوم الحمراء أديا إلى زيادة ملموسة أيضا في استخدام الدجاج، مشيرا إلى أن دعم الأعلاف في المملكة قارب 100 في المائة قبل الارتفاعات الأخيرة في الأسعار. وأوضح الشهري أن الذرة الصفراء ارتفعت من 278 دولار للطن إلى 327 دولار أي بنسبة تزيد على 15 في المائة، كما ارتفع فول الصويا من 478 دولار للطن إلى 625 دولارا، مشيرا إلى أن كميات الدواجن التي يتم تصديرها إلى الدول الخليجية لاتزيد على 9600 طن فقط. واقترح الشهري رفع نسبة إعانة الأعلاف تلقائيا في حال زيادة الأسعار عالميا وإعداد خطة متكاملة لزيادة الإنتاج المحلي بنحو 50 في المائة خلال عامين فقط . وأوضح الشهري أن أسعار الدواجن لم ترتفع بين يوم وليلة وإنما على مدى أكثر من أربع شهور كاملة. إلى ذلك، دعا د. خالد الرويس مدير كرسي الملك عبدالله للأمن الغذائي إلى ضرورة التوسع في برنامج الخزن الاستيراتجي لمواكبة التغيرات في الأسواق وكذلك تشكيل لجنة لتقدير الاحتياجات والمطالب المختلفة في سوق الدواجن بالتعاون مع المنتجين داعيا إلى أهمية إعادة النظر في قرار إيقاف التصدير إلى دول الخليح والتوسع في الإنتاج من خلال تعزيز الرقابة وحل المشاكل المتعلقة بالاستثمار. من جهته رأى المستثمر يوسف الدخيل ان إنتاج كيلو الدجاج يكلف حوالى 7 ريالات فقط مطالبا بضرورة توجيه دعم الأعلاف إلى المنتجين مباشرة وفصل شركات الدواجن عن الأعلاف. وحذر من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى خروج العديد من الشركات الصغيرة من السوق لعدم القدرة على المنافسة. وأشار إلى ارتفاع سعر الصويا بنسبة 70 في المائة والذرة 50 في المائة في ظل الجفاف الشديد الذي بدأ منذ يونيو الماضي. وقال إن المنتج يبيع الدجاحة وزن كيلو جرام بسعر 11 ريالا أي بربح حوالى 4 ريالات. وقدر حجم الدعم الذى تقدمه الدولة بحوالى 1.5 ريالا لكل كيلو جرام من الدواجن. من جانبه دعا الاقتصادي عضو جمعية الاقتصاد السعودي عصام خليفة إلى ضرورة مراجعة أوضاع السوق السعودي التي لا تعرف سوى الصعود فقط وربطها بأوضاع البورصة العالمية للحبوب ارتفاعا وانخفاضا. لافتا إلى أن دعم الدولة لم يقتصر فقط على الأعلاف وإنما امتد إلى الأرض والقروض والإعفاءات والوقود، ولهذا ينبغي عند رفع الأسعار التشاور مع الدولة التي تقدم نسبة دعم عالية للمنتجين. وأشار إلى أن المستهلك السعودي لم يعد قادرا على تحمل أي أعباء إضافية في ظل الطفرة الأخيرة التي اشتملت أسعار المواد الغذائية واللحوم والأسماك. وطالب بزيادة أعداد المراقبين في الأسواق لضبط الأسعار. وقدر دعم البنك الزراعي للمكائن والآلات بحوالى 50 في المائة فيما بلغ الدعم لمعدات تربية الدواجن حوالى 30 في المائة. وأعرب عن أمله في استمرار حملة المقاطعة للدجاج مؤكدا أن هذه الثقافة الجديدة ستؤدي بالتجار إلى التفكير مرات عديدة قبل قدومهم على رفع الأسعار بصورة مبالغ بها.