وجه الحكم الدولي السابق محمد فودة انتقادا لاذعا للاعبي السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن أداءهم في الملعب لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع العقود الاحترافية التي وقعوها مع الأندية. وقال في لقاء مع «عكاظ»: «اللاعب السعودي اليوم يعرف ما له ولا يعرف ما عليه، يسهر حتى الصباح ولا يتغذى جيدا، ولذلك لا يؤدي أداء جيدا في التمارين أو الملعب، وهنا لابد من تطبيق الاحتراف بحرفية، حتى لا يكون لاعبو المملكة بالوضع الذي نراهم عليه الآن، يؤدون كهواة ولكنهم بعقود احترافية. وعن المواهب في الأندية ورعايتها قال «المواهب اختفت للأسف، الآن الأندية التي تهتم بالأشبال هما الأهلي والهلال فقط، وهنا أود الإشارة إلى أن أكاديمية الأهلي تتفوق لأنها أكاديمية رسمية. وأضاف : «ولا شك أن الأكاديميتين تخدمان الرياضة السعودية، والأهلي بدأ يحصد ثمار الأكاديمية». أما فيما يتعلق ببدايته مع الرياضة فقال فودة: «أنا كنت العب مهاجما مع جيل عبد الله نكش ولعبنا في بطولة الخليج الأولى». وأشار إلى أن أندية المدينة كانت تعتمد على لاعبي الحواري «كل اللاعبين انطلقوا من أندية الحواري، ومن خلال تجربتي في نادي احد كان هناك عدد من النجوم الذين انتقلوا إلى أندية أخرى في الرياض والشرقية وبعدها في جدة، حيث كان شقيقي اللاعب عبد الله فودة الذي انتقل للهلال اصغر لاعب ينضم إلى المنتحب». السيارة الفخمة وأضاف: «هذا كان في الماضي أما اليوم فإن لاعبي الأندية في المدينة ذهبوا إلى الأندية التي تملك المال، لأن اللاعب في الماضي كان يأتي للنادي مستخدما التاكسي أما اليوم يأتي للتمرين مستخدما سيارة فخمة». وتطرق فودة الى المشاكل التي يعاني منها نادي أحد، مشيرا إلى أن النادي اليوم بدون مقر، مبدياً أسفه الشديد حيال هذا الوضع، مذكرا تجار المدينة بواجباتهم تجاه نادي أحد، وأوضح في ذات الوقت أن دعمهم لا يكفي و أنه لا يقدم ولا يؤخر (على حد تعبيره) . واعتبر أن هذه المعوقات الأساسية أبعدت الجميع عن النادي و قال «الإدارات التي مرت على النادي مجتهدة وإمكانياتها المادية لا تغطي المصروفات وثلاث شخصيات تتحمل والبقية لا يدفعون شيئا». وأضاف «نادي احد له تاريخ عريق في الرياضة السعودية وعلى سبيل المثال عام 89 فاز احد على الهلال، والنصر والأهلي والاتحاد والوحدة، ولو أن نظام الاحتراف طبق على جيل سمير عبد الشكور لكان عقد الواحد منهم لا يقل عن 18 مليوناً مقارنة بلاعبي اليوم». وتابع «منذ خمس سنوات ونحن صامتون نتحسر على ماضي أحد ولاعبو اليوم لم يروا تاريخ ناديهم وانتصاراته». أسباب التراجع وشخص فودة أسباب التراجع في أداء أندية المدينة، مبينا أن هذا التراجع جاء نتيجة لعدة أسباب لعل أبرزها الافتقاد إلى الأموال اللازمة القادرة على تسيير أمور الأندية، مثل دفع الرواتب في وقتها وتوفير المدرب القادر على قيادة الفريق لتحقيق الهدف المنشود، وتوفير المقر اللائق لناد يهتم بعدد من الألعاب، وأكد فودة على أن تحديد هدف اللاعب يعد عاملا ضروريا في تحقيق الإنجازات، وضرب مثلا بأن بعض الأندية التي حققت إنجازات جيدة في بعض المناطق وصلت لذلك النجاح بفضل واستقرار الإدارة التي تعمل على توفير الإمكانات وتهيئة الظروف المناسبة للاعبين ليقدموا أداء رائعا بروح قتالية. وفي سؤال يتعلق بمعانات أندية الظل قال فودة: «لنأخذ مثلا نادي التعاون كان محمد السراح يوجد له الدعم اللازم وحقق تقدما لكن النادي تراجع، والمستوى انخفض والإدارة تعاني الآن، كذلك نادي الرائد يحتاج لدعم وفهد المطوع يبذل مجهوداً في هذا الجانب، وللعلم الأندية الآن عليها ديون ومسؤولو الإدارات في تلك الأندية يدفعون من جيوبهم ويهددون بالاستقالة. وحول الميزانية السنوية للأندية قال فودة «ليس عندي رقم لكن الأندية الكبيرة ومنها الهلال والأهلي والاتحاد أو النصر لا تقل ميزانية كل منها عن 100 مليون ريال، الى جانب الدعم من أعضاء الشرف والنقل التلفزيوني والإعلانات، وهذه مجرد مصاريف». موقف طريف وتحدث فودة عن أكثر المواقف طرافة في حياته الرياضية قائلاً «في إحدى المباريات كنت احكم مباراة بين الطائي وضمك وكان الطائي يحتاج للتعادل على أقل تقدير للصعود إلى الممتاز، وأثناء المباراة كان ضمك متقدماً بواحد صفر، و سجل الطائي هدف التعادل في آخر المباراة قبل 5 دقائق من نهايتها .. وكان الموقف الطريف الذي لم يبرح ذاكرتي هو ما قام به كابتن فريق الطائي سليمان الجريد عندما ترك اللاعبين يهنئون من أحرز الهدف وجاء مسرعاً وتعلق برقبتي قائلاً : خلاص انه المباراة طلعنا طلعنا. فكان موقفا إنسانيا أغرورقت على إثره عيناي بالدموع». الظلم ولا يزال فودة يتذكر أكثر المحطات التي تعرض فيها للظلم (على حد قوله) خلال مسيرته في التحكيم فقال «للأمانة انظلمت كثيراً في تاريخي ولأبعد الحدود خصوصا من لجنة الحكام»، وأضاف: «ذات يوم رشحت للتحكيم في الألعاب الآسيوية في هيروشيما، حيث اتصل بي العميد فاروق بوظو رئيس لجنة الحكام في آسيا ورستم باقر وأخبراني بأنه تم ترشيحي للتحكيم في الدورة». وتابع «لكن للأسف تلقيت فاكساً من الاتحاد القطري يبلغونني فيه أن اسمي تغير بينما لم يتم إبلاغي من قبل المعنيين في المملكة، وتحدثت مع بوظو فقال لي: لو سمحت لا تحدثني في هذا الموضوع لأننا اخترنا الأفضل لكن لجنتك هي التي غيرت الاسم» وعبر فودة عن ألمه قائلاً «أنا لن أسامح من قام بهذا التغيير». التحليل الرياضي وخلص فودة إلى تسليط الضوء على مسيرته الحالية مع التحليل الرياضي فقال «كانت بدايتي في مشوار التحليل الرياضي في دورة الصداقة في أبها عندما حللت على التلفزيون وقائع مباراة لعب فيها الهلال السوداني ومنها بدأت في التحليل بعد أن تلقيت عروضاً من عالم الرياضة ثم art . وأحب أن أنوه إلى أن المحلل الرياضي لابد أن يكون محايداً ولا يركز على الجوانب السلبية فقط».