نحن على موعد مع زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الشرق الأوسط خلال الشهر الجاري، وهي الزيارة الأولى في برنامجه السياسي، بعد تقلده المنصب الجديد، الأمر الذي يعني أن أمريكا وضعت قضايا المنطقة على رأس أولوياتها. ليس سرا القول إن ثمة تعويلا وتفاؤلا واضحا بوصول كيري إلى وزارة الخارجية، ولا سيما أن كيري شخصية سياسية لا أيديولوجية، ويمتلك ثلاثة عقود من العمل السياسي. يأتي كيري إلى المنطقة، في ظل حاجة سياسية إلى معالجة الكثير من القضايا المؤجلة والشائكة، وبالطبع عملية السلام والصراع العربي الإسرائيلي في مقدمة القضايا المؤجلة، ناهيك عن الأزمة السورية وتداعياته الدولية والإقليمية، خصوصا أن كيري يعرف تماما كيفية التعامل مع بشار الأسد بحكم المعرفة الشخصية. نعم، ثمة تعويل ورهان على زيارة كيري إلى المنطقة، خصوصا أنها جاءت مبكرة جدا، إذا ما تأملنا أربع سنوات مقبلة، لكن هذا التفاؤل يشوبه الكثير من القلق والهواجس، إذ ليست المرة الأولى التي تبدي إدارة أمريكية الاهتمام البالغ بقضايا الشرق الأوسط، لكن سرعان ما يتبدد هذا الاهتمام لسبب أو لآخر. عربيا، المسألة في غاية الوضوح، تحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، وكذلك وقف العنف والقتل في سورية وتحقيق الانتقال السلمي للسلطة دون المزيد من إراقة الدماء، فليست هناك قائمة مفتوحة من المتطلبات، إنهما قضيتان أساسيتان في المنطقة، على كيري أن يعرف من أين تؤكل الكتف، فهو أمام يمين متطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، وديكتاتورية «مستميتة» بقيادة بشار الأسد.. فهل من سبيل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.