أشرف العجرمي كلف الرئيس الإسرائيلي بيريز، نتنياهو رئيس تحالف «الليكود بيتنا» الحائز على أعلى الأصوات في انتخابات «الكنيست» بتشكيل حكومة جديدة، بعد أن حظي بتزكية 85 عضوا من أعضاء البرلمان الإسرائيلي عبر أحزابهم، التي تنوي مشاركة نتنياهو في حكومته المقبلة.. فكيف سيكون شكل الحكومة، وماذا ستقدم لعملية السلام مع الفلسطينيين؟ إعداد: عبدالقادر فارس (غزة) حكومة نتنياهو القديمة .. الجديدة لا شك أن نتيجة الانتخابات العامة التي جرت في إسرائيل تعتبر ضربة موجعة لنتنياهو، فهي من حيث عدد المقاعد التي حصل عليها ائتلاف «الليكود بيتنا» في البرلمان (31 مقعدا) تشكل خيبة أمل كبرى حيث تراجع ب11 مقعدا عن الانتخابات السابقة. في هذه الانتخابات ظهر لاعب جديد في الساحة السياسية الإسرائيلية يتمثل في حركة (هناك مستقبل) بزعامة الإعلامي السابق والسياسي الجديد يائير لبيد بالمكانة الثانية بعد ائتلاف نتنياهو ليبرمان وحصوله على 19 مقعدا. التصويت ضد سياسة نتنياهو كان اقتصاديا داخليا وسياسيا أيضا، حيث جرى استبعاد العملية السياسية مع الجانب الفلسطيني واستبدالها بسياسة استيطانية ساهمت في زيادة عزلة إسرائيل وفشلها في منع الفلسطينيين من الحصول على الاعتراف الدولي بدولتهم، واضطر نتنياهو من أجل كسب أصوات الجمهور اليميني إلى الكشف عن وجهه الحقيقي عشية الانتخابات عندما أعلن رفضه لفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة. الآن يحاول نتنياهو استبدال فكرة الحزب الكبير القائد بائتلاف واسع مستقر، ولكن هذا ليس سهلا، ليس بسبب إحجام الأحزاب والقوائم الانتخابية عن المشاركة في الحكومة، فإغراء الحكومة يؤثر على عدد كبير من السياسيين، ولكن لأن الشركاء المحتملين يختلفون حول العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ما يهم نتنياهو الآن هو تشكيل الحكومة بأوسع تشكيل ممكن حتى لا يكون تحت رحمة يائير لبيد أو أي حزب آخر، وبخاصة الأحزاب الدينية التي شكلت فيما بينها جبهة واحدة لتعزيز موقفها في الحكومة القادمة. وحتى لا يفشل نتنياهو وتنتقل الكرة إلى لبيد الذي لم يخف رغبته في ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة، يعتقد نتنياهو أنه عندما يشكل حكومة موسعة يضمن لنفسه على الأقل سنتين في الحكم كرئيس حكومة يمكنه أن يدجن فيها الأحزاب الأخرى، فهل تشهد الساحة السياسية في إسرائيل انتخابات مبكرة مرة أخرى بعد تشكيل حكومة نتنياهو القديمة/ الجديدة؟.