قد يرجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضربة الموجعة التي تلقاها في انتخابات الكنيست ال19 بالتراجع الكبير في عدد مقاعد كتلته "ليكود - بيتنا" من 42 مقعدًا في البرلمان المنتهية ولايته إلى 31 مقعدًا في تلك الانتخابات، إلى تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما عشية تلك الانتخابات التي شكك فيها بإمكانية أن يقوم نتنياهو بدور على صعيد دفع عملية السلام في حالة انتخابه لولاية ثالثة، بيد أن الحقيقة التي أكدتها نتائج تلك الانتخابات تشير الى أن حوالى نصف الإسرائيليين ضجوا من الحروب وبدأ يساورهم القلق من جراء العزلة المتزايدة التي أصبحت تعاني منها إسرائيل، وهو ما أمكن إضاحه في حصول جنرال الحرب شاؤول موفاز على مقعدين فقط لحزبه كاديما، في الوقت الذي تحققت فيه المفاجأة في تلك الانتخابات في تقدم حزب (يوجد مستقبل) "يش عتيد"الذي حصل على المرتبة الثانية ب19 مقعدًا، بالرغم من أنه لم يمض على تأسيسه سوى بضعة أشهر ولا يعتبر زعيمه يائير لبيد جنرالاً في المؤسسة العسكرية أو شخصية سياسية وإنما صحفي سابق، وهو ما عزاه المراقبون بالدرجة الأولى إلى وسطية هذا الحزب وتركيزه على الملفين التعليمى والاقتصادى. الخطوة التالية المتوقعة خلال الأيام القليلة المقبلة أن يمنح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الفرصة لنتنياهو لتشكيل ائتلاف حكومي في غضون 24 يومًا باعتباره الفائز بأكبر عدد من مقاعد الكنيست، وإعطائه فرصة ثانية بنفس المدة في حالة فشله، ثم الطلب من لبيد تشكيل الحكومة في حالة فشل نتنياهو للمرة الثانية. لكن سواءً أكان رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم نتنياهو أو غيره، فإنه يبدو أن الاثنين في نهاية المطاف وجهان لعملة واحدة، لاسيما عندما نعرف أن لبيد بالرغم من تأييده لحل الدولتين إلا أنه يدعو في ذات الوقت إلى الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية اليهودية الكبرى والحفاظ على أمن (إسرائيل كدولة) تعيش فيها أغلبية يهودية، إلى جانب أنه دشن حملته الانتخابية من مستوطنة أرئيل، وهو ما يتطلب من الفلسطينيين تشكيل جبهة مواجهة موحدة تضم كافة الفصائل والفعاليات لمجابهة الاستيطان والتهويد والحصار التي تؤكد كافة المؤشرات على أنها ستستمر في أي حكومة إسرائيلية جدبدة.