كشفت جولة ميدانية قامت بها (عكاظ ) عن تراجع واضح في عمليات شراء الأراضي الخام في المخططات الواقعة في اطراف محافظة جدة، مع توفر عروض ضخمة ولكنها مرتفعة السعر وكذلك وجود طلبات تنتظر نزول الأسعار التي ارتفعت في بعض تلك المخططات إلى أكثر من 80 في المائة خلال الاربع السنوات الماضية، وكشف متداولون أن مخططات المنح مثل في درة العروس بدأت المبيعات في الانخفاض منذ أكثر من سنة. «عكاظ» استطلعت آراء 30 متداولا وصاحب مكتب عقار عبر استبيانة تم توزيعها، حيث تضاربت توقعات وآراء العاملين في المكاتب العقارية حول توجه قطاع الأراضي المقبل، والذي تذبذبت أسعاره مع مطلع الربع الاول الجاري من عام 2013 م ، إذ يرى فئة المتشائمين، وهم الأكثرية، أن وضع السوق يسير إلى الانخفاض في الأسعار بنسبة تتراوح ما بين 10 الى 15 في المائة، وتراجعا حادا في حجم التداولات العقارية، يتبعه ركود في كافة الجوانب، مستشهدين بحجم التداولات الفقيرة التي يشهدها القطاع منذ نحو الشهر، وهذا يأتي بسبب ارتفاع الأسعار والنقص الحاد في السيولة الحالية الى جانب توجه كثير من المواطنين الى شراء المساكن من الفلل والشقق الجاهزة حيث يتراوح سعر الفلة في منطقة الرحيلي من 1.200 إلى 1.400 مليون، وفي أحياء الصالحية يتراوح سعر الفلة من 1.400 إلى 1.600 ريال ، ويبلغ سعر شراء الشقة في حي الحرمين نحو 750 الف ريال ، وفي حى الصفا تتجاوز 800 الف ريال. فيما أبدت الفئة الاخرى بعضا من التفاؤل الحذر تجاه مستقبل العقار مستندين إلى الدعم الحكومي المنتظر لإخراج العقار من عثراته، عبر صدور الأنظمة العقارية التي من المتوقع صدورها خلال الفترة القريبة المقبلة. الى جانب نشاط قطاع المقاولات وعودة بعض الشركات المطورة إلى السوق بعد أن قلصت من استثماراتها في الفترة، خوفا من تراجع الأسعار سواء للأراضي أو الفلل. تذبذب المؤشر كشف مؤشر «عكاظ» العقاري عن تذبذب بين الانخفاض والارتفاع بسبب سعي البائع والمشتري إلى انتظار الأنظمة العقارية، لكن كثرة الانتظار جعلت هناك رغبة من قبل المستثمرين الأفراد في التخلص من أراضيهم للبحث عن سيولة مالية لمعرفة توجهات العقار خلال الفترة المقبلة. وبين 25 متداولا الذين شملتهم الاستبانة أن السوق العقارية في جدة لا تزال تعيش في عشوائية ومضاربة ومزايدة، وأن هناك مساحات سكنية داخل النطاق العمراني غير مستغلة وهذا يعني أن العرض كبير جدا.