دفع الكساد الذي ضرب سوق العقار في تبوك بالمستثمرين إلى بيع أراضيهم والتوجه نحو سوق الأسهم الذي يشهد انتعاشا كبيرا في الفترة الحالية. وأرجع عدد من الخبراء في مجال العقار الانخفاض الذي شهده السوق إلى الارتفاع غير المبرر الذي طرأ عليه في فترات سابقة، مشيرين إلى أن أسعار الأراضي تراجعت بنسبة تتراوح بين 20 30% فيما انخفض سعر العقارات وشقق التمليك بنسبة 25%. وأوضح رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية في تبوك سابقا حسن الشهري أن قطاع العقار شهد انهيارا بعد الارتفاعات الكبيرة التي شهدها في الفترة السابقة، مشيرا إلى أن الركود الذي أصاب السوق منذ أشهر عدة كان له أثر كبير في تراجع الأسعار. وقال الشهري: انخفضت أسعار الأراضي بنسبة 30% خصوصا في الأحياء التي تفتقر لخدمات البنية التحتية أما في المخططات والأحياء مكتملة الخدمات فتراجعت بنسبة أقل في حدود 20%، وتراجعت في العمائر والشقق الجاهزة بنسبة 15%، متوقعا أن يؤدي توجه الكثير من السيولة إلى سوق الأسهم في زيادة الانخفاض في السوق العقارية بالمنطقة. بدوره، أفاد تاجر العقار سلمان البلوي أن السوق العقارية في تبوك تراجعت نتيجة العديد من العوامل، أبرزها الارتفاع غير المبرر في أسعار الأراضي والذي تجاوز في بعض المخططات 300%. وقال: الأراضي السكنية التي كانت أسعارها ما بين 100 150 ألفا ارتفعت بصورة غير مبررة لتتجاوز 400 ألف ريال، ما أدى إلى عزوف الكثير من المستثمرين عن الشراء، مشيرا إلى أن الكثير ممن يرغبون في الحصول على سيولة، ضحوا بالمكاسب التي تحققت لهم سابقا وباعوا عقاراتهم بانخفاض وصل في بعض الأحيان إلى 30%. وبين أن السيولة توجهت من قطاع العقار إلى سوق الأسهم الذي يعيش مرحلة انتعاش، معربا عن خشيته من أن تكون عواقبها كارثية كما حدث في الانهيار السابق الذي تسبب في وقوع الكثير من المواطنين في ديون ما زالوا يسددونها حتى الآن. من جهته، أفاد تاجر العقار حماد العصباني أن معدل البيع للأراضي تراجع بنسبة كبيرة، مبينا أن مكاتب كتابات العدل التي كانت تغص بالمراجعين للإفراغ ونقل الملكيات للأراضي أصبحت شبه خاوية بسبب العزوف الكبير عن شراء الأراضي. ورأى أن التحسن في مؤشرات سوق الأسهم دفع بالكثير من المستثمرين لصرف النظر عن الاستثمار في الأراضي والإسكان والتوجه لسوق الأسهم، متوقعا أن يفاقم ذلك الأوضاع في سوق العقار الذي كان من أكثر المجالات نشاطا خصوصا في منطقة تبوك. وقال: على الرغم من الانخفاض في أسعار العقارات بنسب تتراوح بين 15 30% إلا أن الكثير من رؤوس الأموال توجهت نحو سوق الأسهم.