قاد ذكاء قاضي في المحكمة الجزائية في جدة إلى إبطال تهمة فتاة سودانية بتحرش والدها بها والقوادة عليها وإثبات كيدها العظيم بعد أن ظل الأب موقوفا على ذمة التهمة عدة أشهر وأقرت الفتاة المدعية أنها كذبت على والدها واتهمته زورا وبهتانا بالتنسيق مع شاب أنه تحرش بها وأنه يعرض جسدها للبيع بمقابل مادي، وانتهى سيناريو القضية بحمل الفتاة سفاحا من الشاب الذي حرضها. ووفق التفاصيل المثيرة التي تابعتها «عكاظ» فإن فتاة سودانية من أم سعودية تقدمت ببلاغ إلى هيئة التحقيق والادعاء العام تتهم والدها الستيني بالتحرش بها وممارسة أعمال البغاء والقوادة عليها، وقدمت الفتاة تفاصيل مثيرة عن قصص تعرضت لها من قبل والدها متهمة إياه بأنه إنسان نزعت منه الرحمة. وقالت أن والدها كان يأتي برجال ويجبرها على ممارسة البغاء وزعمت أنها تعرضت للضرب منه والتنكيل وأنها لجأت عدة مرات لطلب الحماية، وروت في قصصها أمام المحكمة أن أكثر من عشرين رجلا تمكن منها بمعرفة والدها وأنه كان يحبسها وينكل بها عقب وفاة والدتها قبل خمس سنوات، وظل الأب يدافع عن نفسه بالدموع مؤكدا أن القصص والروايات التي أتت بها ابنته من نسج خيالها وشدد أنه رجل كبير وأجرى ثلاث عمليات قلب مفتوح وأن ابنته «هداها الله» فعلت ذلك عقب أن رفض شاب من الزواج منها لعدم كفاءته. وتسلم قاضي المحكمة الجزائية القاضي عبدالعزيز الشثري ملف القضية وأخضعها للدراسة ودون أول الملاحظات بأن الأب وهو مقيم سوداني ومن الجنسيات التي تندر أو قد تنعدم فيها حالات القوادة، ثم تبين للقاضي أن للأب المتهم ابنة أخرى ولم يتم التحقيق معها حيث أن قوادة الأب لو صحت على الابنة الأولى لكانت على الابنة الثانية، فأمر بإحضارها ومثولها أمام المحكمة للبحث عن المزيد من الإجابات عن أسئلة المحكمة، ومثلت الابنة الثانية أمام المحكمة وكانت المفاجأة أنها أقرت أن أختها المدعية تسلك سلوكا غير سوي وأن لها علاقات غير شرعية وأن والدها عجز عن إصلاحها وأنها تعرف شابا هو من يحركها وشهدت أن والدها على خلق حسن، ثم طلب القاضي مثول جدة الفتاة لأمها أمام المحكمة وهي مواطنة في الثمانين من عمرها فشهدت بسوء سلوك وعقوق الفتاة المدعية وجزمت أن الأب على خلق وأنه تعب في إصلاح ابنته المدعية ورفض تزويجها من شاب صاحب سوابق في تعاطي المسكرات فقررت الانتقام منه. وبعد ذلك رفع القاضي القضية للدراسة والتأمل واستدعى الفتاة المدعية مع والدها الذي مثل وهو مقيد بالسلاسل والأغلال وبدأ القاضي في تذكير الفتاة بأن والدها سيسار به إلى القصاص وذكرها بمخافة الله والتراجع عن أي افتراء حتى لا تظلم نفسها وتظلم والدها، وطمأنها أن والدها متنازل عن حقه الخاص، وفاجأت الفتاة المحكمة بتراجعها عن دعواها وأقرت أنها كانت دعوى كيدية وأن والدها لم يتعرض لها وأنها ظلمته وافترت عليه انتقاما منه لرفضه تزويجها من شاب وطلبت الصفح والعفو من والدها الذي أجاب بدموع «مسامحك الله يصلحك» وأمر القاضي على الفور بفك القيد من يدي وأقدام الأب لتأخذ القضية مسارا جديدا مع انتهاء الدعوى في الحق الخاص ببراءة الأب من التهمة وتنازل الأب عن ملاحقة ابنته. القضية التي أوشكت على الانتهاء شهدت فصلا جديدا يعد 3 أشهر حيث قدم الأب إلى المحكمة دعوى يطلب فيها إلزام شاب بالزواج من ابنته بعد حملت منه سفاحا أو إحالتهما للقضاء لمعاقبتهما، ويتوقع الفصل قريبا في القضية.