حاول أعداء المملكة كثيرا، وباستماتة، في أن يجروا هذا الكيان الشامخ الراسخ وشعبه إلى جحيم مايسمى ب«الربيع»، هذا الربيع الذي «في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب». حاولوا جاهدين أن يجانبوا الحقائق، وأن يزيفوا الوقائع بإقناع العقول بأن بلادنا لا بد أن تتغير وأن تجاري ما يجري في عالمنا العربي اليوم، وأنها لا بد أن تسير في ركب الشعوب التي سارت في ركب التغيير وال«ربيع». حاسدون، تجتاحهم مشاعر الغيرة المشوبة بال«جهل» وال«غباء» حسدا مما وصل إليه هذا الشعب من تقدم وتطور، حسدا من تماسك هذا الشعب، غيرة من التفاف المواطنين حول قيادتهم وتمسكهم بها، وجهلا بالمكونات التي نشأ عليها الناس على هذه الأرض من عقل وحكمة وشدة تمسك بوحدة الوطن، وقيادته، وأرضه، وكيانه، وغباء بما يمكن أن يواجههم به هذا الشعب الأبي من نفور وطرد وإبعاد، وأن هذا الوطن وشعبه ليس لقمة سائغة، وليس هينا أو سهلا للانقياد لأغراض وتوجهات مشبوهة لا تبقي ولا تذر. ولأننا وطن واحد موحد في قيادته وشعبه ومعتقداته، وإنجازاته.. ولأننا شعب لا يرضى بغير هذه القيادة، شعب لا يرضى بإحداث أي تغيير في القناعات، والاتجاهات، والرؤى.. ولأننا شعب نادر المثال في هذا الزمن، لا تغره التداعيات، ولا يؤمن بما يسمى ربيعا عربيا أو حتى خريفا، لا يعتقد بغير قناعاته الذاتية الكامنة في سويداء النفس. لأننا شعب لا يمكن لكائن من كان أن «يتلاعب» بمعتقداته، أو فكره، أو قناعاته.. لأننا شعب يبحر بدفة ذات قوة «خارقة» وسط بحر من الأمواج العاتية المتلاطمة تحيط بسفينته القوية المتماسكة.. لكل ذلك، فلييأس الحاقدون، فلييأس محاولوا بث التفرقة، فنحن لن نتنازل عن قيادتنا، لن نتنازل عن وحدة أرضنا، لن نفكر مجرد تفكير حتى في الدخول ببلادنا إلى أية مجاهل غير محمودة العواقب، فبلادنا خير البلاد، نتمتع فيها بالحرية والديمقراطية الحقيقية غير المزيفة أو الشائنة، نرفل على أرضها بخير عميم لا يوجد في أي وطن آخر، أو أية أرض أخرى. بلادنا بخير، وقيادتنا بخير، وفكرنا بخير، نعمل لمصلحة وطننا في ظل هذه القيادة الرشيدة التي تبذل كل جهدها في توفير كل ما نحتاجه من أمن واستقرار وطمأنينة، توجهاتنا واحدة، فكرنا واحد، نظرتنا واحدة: وطن يستحقنا ونستحقه، قيادة نعشقها وتعشقنا، وأرض نتمرغ في ترابها راضين مقتنعين بما نحن عليه من خير عميم. نعم يا خادم الحرمين.. نحن في خير في ظل قيادتك، في نعم مستمرة طالما لا نخاف إلا الله، في قناعة بأن قيادتنا تسير بنا وبوطننا نحو مستقبل مشرق يستمر فيه مبدأ «خير أمة أخرجت للناس» حاضرا ومستقبلا في تواصل مع الماضي. فليخسأ الحاقدون، ولييأس الحاسدون، وليغادر المراهنون على وحدة وطننا وأمننا ومستقبلنا، فربيعنا بقيادتكم، وبحبكم والإخلاص والولاء لكم، وكل فصول عامنا عمل دؤوب نحو الارتقاء بوطننا والعمل في سبيل مستقبل وطننا وأجيالنا، في وحدة لا تشوبها شائبة، وحب لا يوازيه حب.