طمأنت الخطوط الجوية العربية السعودية جميع الركاب على مستوى صيانة طائراتها ومعايير السلامة الدولية. وقالت في معرض ردها على مقال لرئيس التحرير يوم الاثنين الماضي تحت عنوان (كارثة جوية منتظرة) والذي أشار فيه إلى تصنيف في أحد المواقع الإلكترونية عن وضع الصيانة في الخطوط السعودية، إن هذا التقييم والتصنيف لا يستند إلى المعايير المتعارف عليها دوليا في هذا المجال، وإنما استند إلى حجم الخسائر المترتبة على حوادث الطيران دون الاهتمام بنتائج التحقيقات أو المعايير المعتمدة لتقييم مستوى السلامة، وبالتالي لا يمكن الأخذ به لاستناده إلى رصد حوادث الطيران التي ينتج عنها خسائر في الأرواح وفقدان الطائرة دون الالتفات إلى المسؤولية في هذه الحوادث ونتائج التحقيق ودون الإطلاع على المعايير والمقاييس التي تضعها هيئات الطيران الدولية والإقليمية والمحلية في مجال السلامة وأمن الطيران. وأضافت أن الموقع اعتمد في هذا التصنيف على عدد سنوات الخدمة مقارنة بعدد الحوادث مما يعطي تصنيفا غير دقيق، حيث حصلت شركات طيران دخلت الخدمة مؤخرا على ترتيب أعلى فقط لأنها حديثة الإنشاء خلال الثلاثين سنة التي اعتمد عليها التصنيف، فيما صنفت شركات كبرى عمرها يتجاوز نصف قرن وعدد رحلاتها بمئات الآلاف سنويا في مراكز متأخرة. وقللت السعودية في ردها من شأن نقل قطعة غيار من طائرة إلى أخرى كما تضمن مقال رئيس التحرير، مؤكدة أن ذلك أمر طبيعي تقوم به جميع شركات الطيران في العالم في حالات استثنائية، وهو إجراء نظامي معتمد من جميع هيئات ومنظمات الطيران المدني وفق آليات ومعايير محددة وتخضع للمتابعة والتفتيش، وأن هناك قطع غيار لا علاقة لها بجوانب السلامة على الإطلاق يمكن نقلها من طائرة خارج الخدمة للصيانة الدورية إلى طائرة أخرى ريثما تصل القطعة المطلوبة، إذ لا توجد شركة طيران في العالم تستطيع تخزين جميع قطع وأجزاء الطائرات، وهذا لا يؤثر بأي حال من الأحوال على جوانب السلامة في الطائرة. وقالت السعودية في ردها إن الموقع اعتمد في تصنيفه للخطوط السعودية على حادث اصطدام طائرة شحن كازاخستانية بإحدى طائرات السعودية في أجواء الهند خلال شهر نوفمبر 1996م، ولكن الموقع لم يتطرق إلى سلامة موقف الخطوط السعودية وعدم مسؤوليتها عن الحادث، وهو ما أكدته كافة التحقيقات الرسمية من قبل الهيئات الدولية المتخصصة التي باشرت التحقيق في هذا الحادث المؤسف، إلا أن الموقع لم يشر إلى ذلك من قريب أو بعيد، مكتفيا بتسجيل الحوادث إحصائيا، علما بأن تبرئة ساحة أي شركة طيران من التسبب في حادث معين يترتب عليه منطقيا عدم اعتباره في سجل حوادثها. وأكدت «السعودية» حرصها على تطبيق المعايير والمقاييس العالمية في السلامة والجودة والالتزام بها إلى جانب اعتمادها لمتطلبات وإجراءات دقيقة وصارمة في عملية التوظيف والتدريب في وظائف أطقم القيادة والملاحين الجويين ومهندسي الصيانة والتشغيل وتفرض تقييما دوريا للأداء من أجل ضمان الالتزام بمعايير ومقاييس السلامة، كما تلتزم في نفس الوقت بأنظمة ومعايير الهيئات الرسمية والمنظمات الدولية، وتقوم الهيئة العامة للطيران المدني بمتابعة ومراقبة وتطبيق كافة المعايير الدولية على الخطوط السعودية وكافة شركات الطيران العاملة في المملكة. واستطردت «السعودية» في ردها بأنها من أوائل شركات الطيران في الشرق الأوسط الحاصلة على التراخيص الدولية لإجراء أعمال الصيانة لجميع الطائرات وتحتفظ بسجل متميز في هذا المجال، وهو ما أثمر عن تعاقد شركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران مع العديد من شركات الطيران العالمية والإقليمية لصيانة طائراتها داخل وخارج المملكة. واختتمت «السعودية» مؤكدة استعدادها لترتيب برنامج زيارة لمرافق شركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران للاطلاع عن كثب على إجراءات السلامة والشهادات والرخص الدولية في هذا المجال.