علاقتنا تجاه الآخرين لا تنتظر منها المقابل، خذها قاعدة، من سيحبك، يحبك بدون مقابل، سيعطيك الدعم والحب، وسيكون خلفك وهو أيضا من سيمد لك يده للنهوض من جديد إن سقطت يوما، وهو من سيصفق لإنجازاتك و لن يتملكه الحسد من نجاحك. لا شيء يفعل كل ذلك كالصداقة، ففي الصداقة لا يمكننا الاختباء أو الكذب كثيرا، فالأصدقاء الحقيقيون هم من يجيدون قراءة ملامح الحزن، الضعف، الألم، الفرح، وحتى الحب على وجوهنا. هم من يتأثرون بنا ونتأثر نحن بهم، نتقاسم كل شيء حتى الخسائر والمخاطر، نصبح مع الأيام كشخص واحد، فهم كالحاجز الذي يبعد عنا الهموم و المشاكل، ببساطة لأننا بهم نصبح أقوى. من الجميل أن نكون صداقات كثيرة، لكن ليست جميعها ستستمر معنا وليست جميعها ناجحة، فقط هنالك القليل منها من ستسير وتركض بنا داخل عجلة الزمن باختلاف فصولها، سيكونون نحن لكن بأجساد مختلفة. إن كان لديك صديق فلتحافظ عليه، وإن طرأ على تلك الصداقة أي شوائب أو اختل قوامها لا تقلق فقط لتكن أول من يبادر في إعادة الحياة لها، ولو عدت إلى أقصى البداية ستعلم بأن صديقك يوما ما كان هو المبادر، فلماذا لا تحاول أنت الآن ترميم ما يحتاج ترميمه. من الصعب جدا أن تجد الآن في حقبة المصالح التي نعيشها صديقا يقبل بعيوبك جميعها قبل أي مميزات تتمتع بها شخصيتك، ومن الصعب أيضا أن تنثر وتسقط جميع أوراقك وأسرارك لأي شخص كان. نصيحة لكل من لم يمتلك صديقا يشاركه بكاءه قبل فرحه، لا تبحث عن صديق، لأنك ستخطئ في الاختيار، دع الأيام تريك من هو صديقك الوفي، لأننا في زمن الأقنعة والجميع هنا يرتدون ثوب الصداقة والتضحية، وفي الحقيقة هم أول من سيركلك للهاوية، وهم من سيثرثرون عليك عندما تدير لهم ظهرك، وهم أيضا من سيجعلونك محطما ملقى بطريق الخذلان. سلمى الجابري