يارب ألف صديق ولا عدو واحد ، هذا كلام، وكلام آخر عدو عاقل خير من صديق جاهل ، وصديقك من صدقك لا من صدّقك . كلام كثير عن الأصدقاء ، وكلام أكثر عن أصدقاء الرخاء وأصدقاء المنصب ، وأصدقاء الاسم. .. وكلّ منا له تجارب مع الأصدقاء ربما أغلبها حسن لكن المؤلم هو غير الحسن ليس لأن أصدقاءنا كانوا يوما سيئين ، ولا لأننا لم نحسن الاختيار . وأنا شخصيا تلعب بي اللحظة الأولى ، وربما هذا خطأ ، وربما إحساسنا يأخذنا نحو ذلك .. لكنني أعترف وأنفض عن نفسي الغبار وأقول إحساسي في أحيان كثيرة يكون متلبدا ، فالنظرة الأولى ربما تكون خادعة ، وقد تكون باقة الأزهار ليست إلا صناعية . ربما لكل صديق ظرفه ، نحن لسنا ملائكة ، هناك اصدقاء متعبون جدا ،.. الذين يريدون تقريرا مفصلا عن ظروفك ، ونحن نريد أن يعلم الصديق عن ظروفنا ما نريد ولا يعلم مالا نريد ، ولكن يبقى أصدقاء نحن نريد منهم ان يسمعوا لنا، ننفض آلامنا بين أيديهم وإخفاقاتنا ، لا نريد عزاء ، فقط نريد أذناً تسمع، وعلينا كما نطلب السماع أن نسمع . أعترف لا أحب الصديقة النكدية .. ولا تلك التي تريد أن تكون مفتية لي . ليس معنى ذلك أنني لا أملك كماً من الصديقات .. لدي باقة جميلة منهن وملونة بألوان مبهجة ، هناك صديقات الحرف والشوق والألم ، صديقات الحكايات ، ولكلّ منا مشاغلها عن التوافه ، وكلّ منا ترتفع بنفسها عن التطفل ، ولكن كلّ واحدة ممكن أن تكون بلسماً عند الحاجة ، خاصة ما يتعلق بالكتابة ، هناك صديقات منذ الطفولة تغيرت أعمالنا وكبرنا وتغيرت مشاربنا وتراكمات حياتنا لكن لازلنا نحنّ للحظة الجميلة التي نلتقي بها ، فرّقتنا الظروف وأصبحنا على امتداد الخليج ونجد ، لكن تجمعنا المناسبات الجميلة كما المؤلمة ، ونحنّ للحظات الجمال هذه. ومن أجمل فرص حياتي أنني التقيت في لندن بصديقة عراقية منذ الثانوي لم أرها.. هناك أصدقاء يحبون لك الخير ، يفرحون لسعادتك ، يشتهون الضحكة تشرق في وجهك خاصة بعد رياح ألم مررنا بها او أحد المقربين لنا .. ونبادلهم الشعور ، هم لا يملكونك ، ولا يريدون ذلك وأنت عليك ان تكون كذلك ، لا تقدم لهم تقريرا، ولا يطلبونه ، ولكن عندما يسمعون بالمقابل عليك ان تسمع .. غالبا عندما تكون الشحنة لدينا اكبر من اللازم فإننا ننسى أن لهم وقتاً ، وننسى ان لهم طاقة استيعاب ، لذا هم يبذلون جهدا من اجلنا ولنا ، وعلينا ألا نكون أنانيين هنا . عند الأزمات لا نعدمهم ، هم يعملون ويذللون الكثير ، ورغم ذلك عندما نتأخر ، يقدّرون لنا ذلك. ولكلّ منا أخبار وحوادث مع الأصدقاء ، هناك صديق المصلحة ، وهو يحبك ويريدك ، عندما تكون متألقا ، والناس يشيرون اليك ويكون معك في دائرة الضوء ، وهم أصدقاء الضوء وليسوا أصدقاءنا .. لا يجب أن نكتئب فالضوء الذي يريدونه سيأتي يوماً ما ويحرقهم.. ولأن الناس أشكال فالأصدقاء كذلك. هناك الأصدقاء الذين يفرضون النكد على حياتنا معهم ، هم ليسوا حتى أصدقاء لأنفسهم .. بصراحة اهرب منهم ،، ظرف سيئ.. بعضهم /هن يطلبون منك تقريرا مفصلا عن أوقاتك ، وعندما تحاول أن تحكي لهم بعض المتاعب ، هم يقولون متاعبهم وتجاربهم ، بدلا من المساعدة . بالمقابل قد ينقل الصديق ما حصل لجهات الدنيا الأربع .. لذا رغم الحاجة الدائمة للصديق ، ولكن ليس أي صديق هناك من يتبع القول: (احذرْ عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة لأنه أعلم بالمضرة). ؛ لكنه في رأيي قول لا ينطبق إلا على قليل من الناس ..