على الرغم من أن موقف الدولة يحمل إرهاصات الاهتمام بالتنمية الثقافية للمرأة، كما يتجسد ذلك بوضوح في موقف خادم الحرمين الشريفين، الذي ما فتئ يذكر الناس في كل مناسبة باهتمامه بشؤون المرأة وحرصه على الاعتناء بها، إلا أن هذا الموقف الرسمي للدولة، يظل يصطدم من حين لآخر بما هو موجود على أرض الواقع من تحفظ وتردد في التعامل بإيجابية أكبر مع ما يطرح من مشاريع تهدف إلى النهوض بالمرأة. وإذا كان الإنصاف يقتضي القول إن وضع المرأة في المجتمع تحسن كثيرا، مقارنة بما كان عليه قبل نصف قرن من الآن، إلا أنه يظل تحسنا محدودا متى نظرنا إليه بعين الطموحات الكبيرة التي نرسمها لمستقبل المرأة في بلادنا. فنحن نعيش في عصر يعج بالمتغيرات ويزخر بالتحديات، ولن يتحقق لبلادنا ما نطمح إليه من التقدم والنهوض، ما لم تتوفر له المرونة الفكرية التي تجعله يفتح الأبواب واسعة أمام أبنائه وبناته جميعا بلا تفرقة فيستفيد من عطائهم كلهم عطاء متدفقا بلا حدود كي يتمكن من أن يكون مشاركا في بناء حضارة العصر وليس مستهلكا لها فحسب. لكن ثقافتنا المجتمعية خاذلة للمرأة، والدور المتاح لها في المجتمع، يكبر ويصغر وفق رغبة تلك الثقافة وليس وفق قدرات المرأة وإمكاناتها!!. وعندما ننظر إلى المساحة الضيقة التي تعمد ثقافة المجتمع إلى حصر المرأة داخلها، يمكن لنا التنبؤ بما ينتظر المرأة في بلادنا من دور مستقبلي محدود، ما لم يحدث تغير دراماتيكي في المجتمع. وإذا تذكرنا أن الثقافة المجتمعية هي محصلة أفكار يتداولها الناس فيما بينهم، فترسخ في أذهانهم كمسلمات لا تقبل التغيير أو النقض، أمكنا أن ندرك مدى أهمية ما يطرح من الأفكار على الناس. وغالبا ما تتداوله الثقافة المجتمعية من أفكار، سواء حول المرأة أو غيرها، ينبع من مصادر متأصلة في أذهان الناس مثل الدين والموروثات التاريخية من عادات وتقاليد ومفاهيم، إلا أن ما يخص المرأة بالذات يبرز بعضه أمامنا في شكل تحديات تعترض تنمية المرأة وتحد من تقدمها. يوم غد إن شاء الله سنمثل لبعض التحديات. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة