مع إقرار دول القرار في العالم أن الوضع السوري دخل مرحلة الجمود والحديث عن توقف المساعي السياسية بسبب تعنت النظام، تساؤل كبير يطرح نفسه حول مهمة المبعوث العربي والدولي ومصيرها. إعداد محمود عيتاني (بيروت) مهمة الإبراهيمي .. فشل .. وإطالة أمد الأزمة يندرج الوضع في سوريا من سيئ إلى أسوأ بعدما فشلت مساعي الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي للوصول إلى تسوية ما أو حل ما، وبالتالي فإن المراقبين اجمعوا بان الوضع في سوريا يسير الى مزيد من التدهور خصوصا ان رئيس النظام السوري بشار الاسد يستمر في قتل وذبح شعبه الاعزل والالاف من المدنيين من خلال الاسلحة والطيران الحربي، مستفيدا من الموقف الروسي والايراني الداعم له، والان يمدانه بالسلاح والمال والمقاتلين، اذ لا نستغرب ان يعلن عما قريب الابراهيمي عن اعتزاله عن تادية مهمته بعدما ضيع الرئيس السوري بشار الاسد جميع الفرص والحلول التي قدمت له من تسويات وبالتالي انشاء حكومة تتمتع بكافة الصلاحيات اي صلاحيات رئيس الجمهورية مما يزيد من تداعياتها على المنطقة العربية وتحديدا على الدول المجاورة وخاصة لبنان، الوضع في سوريا يسير الى مزيد من التازم بوجود الخلاف على تطبيق اتفاق جنيف. الازمة السورية لم تعد ازمة محلية سورية بحد ذاتها بل تحولت الى ساحة للصراع الدولي وهو ما يفسر عبر مواقف حلفاء سوريا وتحديدا روسيا وايران ان الوضع السوري ينذر بتطورات سلبية ان تواصل غياب الحل السلمي وهذه التطورات لن تقتصر على سوريا وحسب بل ستكون تداعياتها دولية لأن العالم يتحمل بشكل او بآخر مسؤولية ما يحصل من جرائم ضد الانسانية. مهمة الاخضر الابراهيمي كما أسلافه انتهت ليس الآن بل منذ خرج الاسد في خطابه الاخير معلنا ما يراه هو مبادرة للحل.. مصير مهمة الابراهيمي وضع بيد الرئيس الأسد عندما اصبح هدف هذه المهمة هو اقناع الاسد بحل ما مع ضبط روسي لهذا الاقناع بحيث لا يتم فرضه ولا تستعمل الضغوط لفرضه ويرافق كل ذلك استمرار وصول السلاح والمال الى الاسد من روسيا وايران. المأساة السورية الى تواصل والجرح السوري سيعم الشرق الاوسط لا بل العالم، فعندما يتخلى المجتمع الدولي عن قيمه ومبادئه يعرض الانسانية جمعاء الى الخطر، خطر الفوضى والظلم وسقوط الاخلاق.