لم يشفع مرور ثلاثة عقود على السفلتة في شوارع محافظة العقيق، أن تبادر الجهات المختصة في سفلتة جديدة، أو على الأقل ترقيع الحالية بعدما باتت الشوارع أشبه ب «الغربال» المرقع، في وقت لازالت المراكز والقرى التابعة للمحافظة تشهد نقصا للخدمات منذ عشرات السنين. وأكد مشرع صنيدح من قرية الجدي والسليم، أن المطالبة بالسفلتة مضى عليها أكثر من 30 عاما، وليست وليدة اليوم، واستبشروا خيرا بعدما قامت عدة لجان لمعاينة الموقع وقرروا سفلتة 5 كلم، وهي تعتبر كافية إذا تمت، خاصة أن رئيس البلدية أعلن أنها اعتمدت في ميزانية 1432ه، وقد سلمت للمقاول في نفس العام: «لكننا لا نعلم أين ذهبت تلك الوعود حيث لم يحدث أي تغيير لا في الطريق، ولا على أرض الوعود، وأصبحت المعاناة مستمرة». واعتبر عبدالله البعيص غياب السفلتة عن الشوارع دليل عدم تعاون الإدارات الحكومية في المحافظة: «فالكل يرمي على الثاني ولابد أن يوجد تنسيق بينهم، واقترح فتح مكتب بالمحافظة من أجل البت السريع في كثير من العوائق، بالإضافة إلى نزع بعض الملكيات وذلك لفتح شوارع واسعة وسط العقيق وربطها بالطرق الرئيسية المحيطة بالمحافظة». وتعجب سعد بن منسي أن تبقى طرق العقيق على حالها كل تلك المدة، ولا يفكر أحد في إعادة سفلتتها، أو تغييرها كليا، وبقيت أعمدة الكهرباء في مواقعها بالرغم من أن الأسفلت القديم أحاط بها من جميع الجهات، فيما لا تحرك البلدية ساكنا ولم تكلف نفسها إبلاغ شركة الكهرباء لإبعاد تلك الأعمدة من وسط الطرق التي أصبحت رئيسية». واتهم مقبل الغامدي البلدية بأنها السبب في رفع أسعار أجرة العمالة في الورش: «لأنها لم تعط تصاريح لمن تقدم بطلب فتح ورشة بحجة المنطقة الصناعية فأصبحت الورش قليلة وأعداد العملاء في زيادة، وكان الأحرى بالبلدية أن تجبر أصحاب الورش المرخص لهم داخل العقيق بأن ينتقلوا إلى المنطقة الصناعية وفتح تراخيص جديدة لمن يريد مزاولة هذا النشاط». ولم يتردد كل من عبدالله عويد وعبد الله سعود من الشكوى للبلدية بشأن سفلتة طريق قرية الثودة: «ووعدونا بالسفلتة إلا أنهم لم ينفذوا وعودهم، ومن يطالع طريق الثودة حاليا لا يسره، كما نطالب البلدية إما أن توفر الخدمات لأهالي مركز جرب أو تفتتح مركز خدمات لكامل المنطقة». لكن رئيس بلدية العقيق عوض بن ملفي القحطاني رد على كل تلك الاتهامات بالتأكيد على وجود دراسة للمنطقة المركزية بالعقيق: «وبعد اكتمال الدراسة ستطبق خطة لتنفيذ هذه الدراسة حسب الميزانيات وحسب الاعتمادات من وزارة المالية». وأشار إلى أنه تم بالفعل تنفيذ طبقة ثانية للسفلتة في شوارع جميع المحافظة والمنطقة المركزية، كما تم الانتهاء من عملية الإنارة: «والذي يجب أخذه في الحسبان أن الأحياء القريبة لوسط العقيق تسير على أولويات من قبلنا ومن قبل المجلس البلدي وذلك حسب تقديم الطلب وعدد السكان الذين يخدمهم الشارع، ونحن نفذنا على سبيل المثال 735 عمود إنارة خلال هذه السنة فقط غير السنوات الماضية وفي المراحل القادمة أيضا نستمر في الأحياء الأخرى مثل الحزم والخليف ووقادا ومخطط جفن وهي على مراحل وحسب قدرات والمخصصات المخصصة للبلدية». وبين أنه فيما يخص أرصفة الشوارع الداخلية لوسط العقيق فالطريق لا يتحمل لأن عرضه لا يتجاوز أربعة أمتار، ويحتاج الأمر لنزع ملكيات وتطوير للمنطقة، كما أن المراكز التابعة للمحافظة لها كميات معينة من السفلتة: «وهناك مقاولون مستلمون عدة مواقع، فهناك سفلتة طريق الإسكان بجرب، بعدها يتم الدخول في وصلات المواطنين وطلباتهم، أما الإنارة فتم تركيب إنارة في كرا وبجرب وسوف تنفذ هذه السنة الإنارة للقرى وسيخصص لكل مركز ولكل قرية». مخطط الصناعية وحول عدم فتح ورش جديدة للسيارات ذكر القحطاني أن مخطط الصناعية موجود ومن أراد أن يقدم ويفتح محلا جديدا يستأجر من البلدية ويبني وينشئ، وإذا يريد أن ينتظر المباني التي سوف تنشئها البلدية ينتظر أيضا، وأمامه خياران، خاصة أن هناك 180 ورشة في المنطقة الصناعية منها 10 ستنفذها البلدية، أما من هو متعجل ولديه أرض فضاء ويستطيع تأجيرها فإن عليه أن يقدم على البلدية، فيما الأسعار محددة من المالية».