اليوم تطل «عكاظ» بإهابها الجديد بعد خطوة تطويرية جديدة لا أعرف كيف سيكون شكلها ومضمونها لكني متأكد من أن الفرقة العكاظية بقيادة عاشق التجديد المايسترو هاشم عبده هاشم ستقدم صحيفة تواكب الحدث انطلاقا من العهد الذي أخذته على نفسها بأن تكون «ضمير الوطن وصوت المواطن». شخصيا، لا تهمني كثيرا التفاصيل المهنية الدقيقة لأنها مسؤولية المطبخ الصحفي العكاظي الذي أعرف أنه أكثر حرصا عليها، ولقد كتبت عندما أطلقت عكاظ ذلك الشعار أنها بتبنيه تلزم نفسها بمسؤوليات أكبر وأمانة أثقل، واليوم أشعر برغبة جامحة لأقول للكتيبة العكاظية: لكم ما تفهمون فيه أكثر منا نحن الكتاب في مسألة تطوير الصحيفة، لكن لنا ما نرجوه ونأمله ونتمناه، وهو أن يواكب الإخراج الجديد للصحيفة تطور جديد في ترجمة شعار «ضمير الوطن وصوت المواطن». ضمير الوطن يحتاج أن نتعامل ونتحدث معه بضمير أنصع وأصدق، ودون توفر شروط الصدق والوضوح والنزاهة والمكاشفة المؤطرة بالموضوعية فإننا نظل أدنى من مستوى مخاطبة ضمير وطن. الوطن في هذه المرحلة أشد من أي وقت مضى حاجة إلى اللغة المباشرة التي لا تغلفها محسنات الكلام، وهو أحوج ما يكون إلى الجهر والتصريح، بدلا من الهمس والتلميح. الوطن يحتاج منا الآن إلى مزيد من الضوء على الأفكار والكلمات والرؤى والآراء، لا المواربة والكناية والمجاز والإشارات التي تمر عبر فلتر الحساسية المفرطة. وصوت المواطن الذي أصبح عاليا بفضل البدائل التي أتاحتها تقنية التواصل والاتصال حري به أن يكون عاليا في منبر الصحافة بالإنحياز له ونقله دون مؤثرات تشوش على وضوحه. صوت المواطن يا أحبابنا هو المؤشر الدقيق الصادق لكل ما يجري ويحدث، وحين يصل واضحا فإنه الداعم الأهم للقرارات الصحيحة، فبربكم لا تسلطوا عليه كواتم الصوت التي تمنع وصوله إلى الآذان المهمة، أو تجعله يصل ضعيفا واهنا. منذ سنوات ونحن نزهو بربيع إعلامي تمثل الصراحة والشفافية أهم ملامحه لأن قائد المرحلة اختار هذا النهج في التعامل مع شعبه لأنه يثق به ويعرف يقينا أنه لا سبيل للإصلاح إلا بلغة الصدق، لكن البعض للأسف لا زال يعيش في قاع الماضي إذ يظن أن التعتيم على الأوجاع، وضخ جرعات المسكنات على بؤر الألم هو مطلب القيادة. أجزم أن من يمارس هذا يسير في عكس اتجاه طريق المستقبل الذي اختطه ملك المستقبل. دعونا نبوح للوطن لأننا نحبه بصدق ونحرص ونخاف عليه. دعونا نبادله الحب بصدق القول. أحسنوا الظن، وخففوا من سقف الخطوط الحمراء التي لم يعد لها معنى في هذا الزمن. دعونا نحب الوطن كما هو واجب علينا وكما هو حق له ويليق به. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]