حسنا فعلت صحيفة «عكاظ» حين قررت أن يكون شعارها الجديد «ضمير الوطن.. صوت المواطن»، وحتما تعرف الصحيفة أهمية وتبعات ومسؤوليات هذا الشعار الذي لا بد أن اختياره جاء من بين شعارات أخرى، وبعد اتفاق الجميع أو الأكثرية عليه.. إحساس جميل حين تتوخى وسيلة إعلامية أن تكون ضمير الوطن، ولكي تكون كذلك فإنها بالضرورة لا بد أن تكون حريصة عليه من كل ما يمسه بسوء من أي فرد أو جهة، داخلية كانت أو خارجية، وعليها أن تكون مؤشرا حساسا لمحاولات العبث بمقدراته واستقراره ووحدته، وترسيخ مبدأ تساوي مواطنيه في الحقوق والواجبات، وأن يتساوى اهتمامها بكل جزء فيه دون تمييز أو تفضيل، وأن تكون الأطراف بذات الأهمية التي تحظى بها المراكز.. ضمير الوطن يجب أن يكون للجميع حيز فيه، ويجب أن يكون معبرا عن الجميع بالتساوي والإنصاف.. أما حين تقرر الصحيفة أن تكون صوت المواطن فإنها مسؤولية أضخم تحتاج إلى قدر كبير من الشجاعة والإقدام وربما التضحية أحيانا. لا صوت يجب أن يعلو على صوت المواطن وحاجاته وهمومه التي يجب أن تصل إلى أصحاب القرار بصدق وشفافية ودون تحريف.. لقد اعتدنا على مدى زمن طويل أن يكون صوت المسؤول هو الأعلى. كل الصحف تمتلئ أوراقها بتصريحات المسؤولين وصورهم ووعودهم ومقابلاتهم. حبر الورق يذهب أكثره لكتابة أخبار المسؤولين وإداراتهم، بينما أقله يذهب لصالح المواطن. معظم مكبرات الصوت مخصصة للمسؤولين، وعدد محدود جدا منها مخصص للمواطن، وربما يكون هذا العدد القليل سيئ التوصيل حين يتعمد تحريف الصوت ليصل بذبذبات مختلفة، وربما مفردات مختلفة.. المواطن هو الأساس، وإذا وصل صوت المواطن كما هو صلح الوطن لأننا سوف نعرف الاحتياجات الحقيقية وسوف نكتشف الأخطاء وسوف نعرف التقصير والمقصرين، وسوف نضع أيدينا على مواقع الخلل ومكامن الفساد.. صوت المواطن حين يصل كما هو فإنه كفيل بمعرفة الواقع كما هي حقيقته، أما إذا وصل محرفا فإنه أسوأ من أن لا يصل.. لقد وضعت «عكاظ» نفسها أمام رهان كبير نأمل أن تكسبه. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة