** تعجب وأنت تشاهد أهل الرواتب والدخل المرتفع يمدون أياديهم للاستدانة قبيل نهاية الشهر! رغم أرصدتهم المرتفعة في أوله! في حين تعجب أكثر وأنت تبصر صاحب الدخل البسيط يعيش مستور الحال! ** هذه المعادلة غير المتوازنة في أنظارنا تثير التساؤل.. فهل فقر الغني عند قرب نهاية الشهر سببه عدم مبالاته بأمواله باعتبار أن دخله مرتفع؟ ** لا أعتقد أن ضياع أموال أهل الدخل المرتفع لتبذيرهم وإن كان هذا سببا فرعيا لكن السر في بركة المال لا في كثرته التي ينخدع بها الكثيرون! ** فكدح صاحب الدخل المحدود من أجل لقمة عيش حلال له ولأبنائه طيلة النهار وجنيه للمال القليل من عرق جبينه، لهو أكثر بركة وطهرا من التملق والتملص في العمل ثم اللهث خلف المال الوفير بغير وجه حق! ** من الجهل أن يركض الإنسان خلف المال الوفير بالوسائل التي لا تجلب البركة والتي أي البركة لا تتحقق إلا بجودة العمل والأمانة فيه! ** لا ينبغي أن يندم الإنسان على قلة دخله! بل يندم إن رأى المال الوفير يدخل إلى جيبه بغير وجهه الحقيقي! كما لا ينبغي أن يعيش مستسلما لا يبحث عن الأفضل! ولكن من منطلق «إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه». ** يعيش الكادح في بيته الريفي المتواضع سعيدا! ويبيت بعض الأثرياء بين أسوار قصورهم الشاهقة في أرق! وتبقى المسألة أرزاقا ونفسيات! لا ترتهن إلى الوفرة بل إلى البركة الناتجة عن الكسب الطيب والقلب السليم.