المثل يقول: "إللي عنده مال محيره يشتري حمام ويطيره" .. وهذا ما يفعله الآن اصحاب الملايين اللاهثون وراء بيع وشراء الأسهم بدافع الثراء السريع! لابد أن كثيرين من أصحاب الملايين قرأوا، أو سمعوا بكارثة سوق المناخ في الكويت التي قضت على أصحاب الملايين الذين خاضوا غمار البورصة وأسواق الأسهم في ذلك الماضي الغابر وادخلتهم السجون واوصلتهم الى حدود التشرد والجنون. ولكن المضاربين وعشاق تجارة الأسهم في بلادنا لم يعتبروا ودخلوا في دوامة أو لعبة الأسهم ونال بعضهم ما ناله من الخسائر والسقوط والتعرض للذل والمرض والاحباط. كل ذلك بسب الجشع والطمع والركض وراء الوهم! أنا شخصيا لم اسمع فقط قصص الذين افلسوا وخسروا عرقهم وكفاحهم وتحويشه العمر كما يقال بالعامية. ولكني رأيت بعضهم في أسوا حال واشفقت عليهم فمنهم من دخل السجن ومنهم اصيب بالسكتة القلبية وانتهى. ومنهم من اصبح ينتظر الصدقة ومنهم من باع القيم والاخلاق وسار في دروب يترفع عنها اي انسان عزيز النفس. - الذين دخلوا محرقة الاسهم بإرادتهم كثر، والذين سيدخلون أكثر والمطلوب هوالتوعية وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات في الأندية والجامعات وايقاظ الكثير ممن لم يقع بعد في مصيدة أو في محرقة الأسهم. - اننا في وطن يعيش في خير وبحبوحة تحسدنا الدول والشعوب عليها وأبواب العمل والتجارة مفتوحة وميسرة خاصة تجارة العقار الذي يمرض ولا يموت.. فما الذي يغرينا بالمغامرة في تجارة الأسهم التي قد تجرنا الى الهلاك والإفلاس! كما حدث في أمريكا هذه الأيام بانهيار أكثر من بنك أساسي. وهل هناك رابط بين ما حدث لهذا البنك وما يحدث للأسهم عندنا في الخليج! ثم لماذا لا نفك ارتباطنا بهذه الاقتصاديات في هذا العالم المتغير والخطر ونؤسس لنا كيانات اقتصادية عربية أو خليجية على أقل تقدير ونرتبط بعالم يعطينا الأمان على أموالنا. ثم نسعى في الأرض لطلب الرزق المأمون . لقد كان اجدادنا وآباؤنا يعملون في الحقول وفي البحار، وفي اسواق التجارة ويكدحون ويربحون يحصلون على رزقهم الحلال بلا مغامرة وبلا شبهة وبلا قلق ولا تعب ولا ركض وراء الأوهام. ليتنا نفكر قليلاً ونتبصر ونكون خير خلف لخير سلف قبل الغرق وقبل السقوط في محرقة الأسهم التي لا ترحم.