ولن يحرق الثلج أحدا ولكنه الجمود والبلادة التي تظهر عند البعض وتسبب حروقا داخلية وخارجية من الدرجة الثالثة، نعم الثلج الذي عرف عنه أنه يطفئ اللهيب يحرق إذا تجمد عند البعض، والحرق هنا مجازي ويبدو ذلك جيدا عند من فقد المعاني الإنسانية وأصبح باردا لا بل متجمدا وتمر الأمور وهو في غاية البرود.. إن التأني والتأمل والتروي والتفكير كلها محببة قبل الإقدام على شيء لكن أن يصل الأمر إلى درجة ما دون الصفر فذلك هو الثلج والجليد البارد الذي تتمنى أحيانا تسلل أشعة الشمس إليه عسى أن تذيب بعضا من ثلوجه لتدب فيه الحياة من جديد ويتفاعل مع من حوله. أحيانا تحسد بعضهم على برودة أعصابهم وأحيانا أخرى تشفق عليهم لأنهم يعيشون خارج التغطية فلا استقبال ولا إرسال.. دمى متحركة أو أرقام مكملة للعدد، برود ممل، أسلوب أجوف، منظر مؤلم وحزين، قد يعلم صاحبه أنه جامد بالمطلق ويعشق ذلك لأنه يبتعد عن المسؤولية ويعيش حياته كيفما شاء، لا بل يلقي بظله وظلاله على من حوله وهذه أيسر السبل إلى الاتكالية.. وهذا الثلج المتجمد الحارق حتى وإن تعاملت معه فلن تستفيد منه شيئا، تماما كشرب الماء البارد جدا لا يطفئ نار العطش لذلك تعيد شربه مرة وأخرى وقد تستفيد من الثالثة بينما الأقل برودة يصب في جوفك مباشرة ويروي عطشك، إذن فالثلج البارد هو حارق بكل المعاني.. لسعاته مستمرة طالما هو لم يذب وما بين هذه وتلك تستغرب من طبيعة المتجمدين من البشر يحرقون من حولهم ببرودتهم وسلبيتهم فهل من سبيل إلى إذابة الثلوج التي تغطي البعض وتخفف حرقتهم؟!. [email protected]