هو مقطع من عنوان رحلة شيخنا العلامة محمد بن ناصر العبودي «حفظه الله» أسماه رحلة من بريدة إلى المدينةالمنورة قبل ستين عاما. رحلتي هذه هي واحدة من عشرات الرحلات المتتابعة التي أحط فيها رحالي في المدينة المحبوبة كما سماها الشاعر الأديب الراحل محمد العيد الخطراوي «رحمه الله» في ديوانه «المحبوبة» . جلست في مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم ثمانية أيام انساحت فيها الذكريات وتداعت فيها الخواطر وعلى الرغم من عدم انقطاعي عن الزيارة المتواصلة لها إلا أن المرء يتعرف في كل قدوم أو زيارة بحنين جميل لهذا البلد الطيب الكريم. كيف لا يشعر المرء بالطمأنينة والسكون والأمان وهو مطوق بذكريات الحبيب صلى الله عليه وسلم ومساكنه والأرض التي وطأت قدماه أراضيها يصدح المؤذن بالأذان في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ونستمع إلى الشهادتين والمرء جالس في الروضة الشريفة فيلتفت إلى مثوى الحبيب صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فلا شك أن الدموع تنسكب والمشاعر تحاصر القلب حبا وعشقا له صلى الله عليه وسلم.. وكان من رغبتي في هذه الزيارة أن أتتبع عددا من مواضعه صلى الله عليه وسلم والزيارات الشرعية مثل مسجد قباء والقبلتين وشهداء أحد والبقيع فهي جميعا تستدعي تاريخا محببا وأحداثا مشوقة عاشها رسولنا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ثم في أثناء زيارتي للنادي الأدبي بالمدينةالمنورة ورئيسه والصديق المحقق المعروف د.عبدالله عسيلان اقتربت كثيرا من المؤرخ الشهير المدني ناجي الأنصاري الذي قرأت كتابه (عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ) منذ سنوات أعجبني تحقيقه المتميز عن المواضيع جميعها وتمنيت أن أقف معه على معالم المسجد النبوي التي أدركها جميعها قبل التوسعات وتحقق ذلك ولله الحمد خرجت معه يوم الأحد 8/3/1434ه قبل الظهر إلى المسجد النبوي ودخلنا من باب السلام وتوقف بشرح دقيق منه عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدوده في أول بناء له ثم توسعة عثمان بن عفان «رضي الله عنه» والحجرة الشريفة وخوخة الصديق رضي الله عنه ومحراب المسجد القديم ودكة الأغوات والحصوتين والتوسعات السعودية الكبرى والمنبر والمحاريب وحدوده وغيرها من المعالم الباقية ثم يسرد المؤرخ الشهير ناجي تلك المعالم محليا إياها بذكرياته عن المعالم المزالة التي دخلت في التوسعات وما كانت عليه بيوت المدينة ومساجدها القديمة ومراقي الكتاتيب الذين كانوا يتوافدون على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وللحديث بقية. [email protected]