تسيدت الأكلات الشعبية السفر المدينية في فصل الشتاء التي يتناولها أهالي المدينةالمنورة قديما، وعادت الآن تلك الأكلات لتتسيد السفر ولتعطي الشعور بالدفء للناس في الأجواء الباردة. الخالة سعدية الأنصاري من سكان المدينة تقول: كنا في الماضي حين يأتي فصل الشتاء نعد أطباقا معينة لتدفئتنا ولتعطينا المزيد من الطاقة، مثل شوربة الحريرة والهريسة بنوعيها الحلوة والمرة والحلاوة التركية والحيسة والعصيدة والعريكة وقهوة «ستنا خديجة» والرز بالعدس وشوربة العدس والسليق، وأيضا أكلة لا يعرفها إلا ستات المدينة الكبيرات في السن وهي «المنزلة»، عبارة عن لحم مقطع إلى أوصال ومنزوع منه الشحم والعظم يطهى جيداً، ثم نتركه على النار ونحضر طحينة مع الخل والفلفل الأسود والكمون ونضعها على اللحم ونتركه على النار حتى تصبح المرقة سميكة نوعا ما، وتؤكل «المنزلة» مع الأرز الأبيض، وكان أهل المدينة قديما يطهونها في الشتاء بشكل مخصوص. وأضافت الأنصاري بأنهم كانوا في الشتاء يقدمون للضيوف قهوة تسمى بقهوة «ستنا خديجة»، وهذه القهوة تصنع من الحليب والنشأ وتترك على النار ثم تقدم ويوضع عليها القليل من اللوز، وبجانبها نقدم في كثير من الأحيان العصيدة أو مثلما كنا نسميها ب«الحلية» التي نصنعها بالرطب أو التمر ونهرسه ونضعه في ماء ساخن ويحمص الدقيق جانبا ثم يوضع عليه السمن البلدي، ونضع جميع المكونات سويا على نار هادئة مع التقليب المستمر حتى تصبح لينة ونضعها في زبدية وتحفر حفرة من النصف ونضع عليها السمن البلدي والعسل وحبات تمر كاملة من دون بذور.