بدأ الإقبال على المأكولات الشعبية الدسمة التي تقدمها المطابخ والمطاعم الواقعة بمرتفعات الطائف على إثر موجة البرد القارسة التي شهدتها المحافظة خلال الايام الماضية حيث تسهم هذه المأكولات في منح الجسم سعرات حرارية عالية، وتغطي مرتفعات الشفا والهدا والمراكز الجنوبية الممتدة على طول سلسلة جبال السروات الضباب طوال ساعات المساء خاصة بعد هطول امطار غزيرة عليها خلال الفترة الماضية، واستمرار تكون السحب الركامية الرعدية الداكنة بسماء المنطقة يومياً مما جعل الاهالي يعمدون الى إعادة المأكولات الشعبية التي تتميز بدسامتها الى موائدهم، وتتكون معظمها من الحنطة والشعير والحبوب المنتجة محلياً بمزارع المنطقة يضاف اليها السمن والعسل والمرق واللحم مثل مرقوق التطاريح المكون من من دقيق البر والسمن واللبن ويتم تشكيله على شكل قرصان يضاف اليها السمن البلدي واللبن المخضوض، وهناك الشراغيف، والقرصان، وخبز الملّة وتشترك جميعها في ذات المكونات بينما تختلف طريقة الطبخ والتقديم، وتتفنن ربات البيوت في القرى والارياف في اعداد العصيدة التي تكون من السويق وعندما تستوي تقدم وتؤكل بالسمن البلدي والحليب واللبن، وفي ديار ثقيف يتم اعداد المعقل وهي أكلة يطلق عليها الاهالي اسم (الجمل الاجرب) لبروز حبات الرز من خلال الدقيق.. وأشارت الغرفة التجارية الصناعية بالطائف الى أن انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء يسهم في تحريك العديد من القطاعات ومنها المطاعم والمطابخ واسواق السمن والعسل والمخابز اضافة الى محلات بيع الملابس القطنية والصوفية، والسخانات والدفايات والمشالح الصوفية والجلديات، كما نوهت الغرفة بدور الهيئة العامة للسياحة والآثار بتسليط الضوء على المنتجات الزراعية الشهيرة للطائف ومنها العسل والسمن ودعمها من خلال اقامة المهرجانات واشراك المنتجين في كثير من المهرجانات والبرامج والفعاليات مشيرة الى أن ذلك ساهم في زيادة مستوى الانتاج ووفر العديد من فرص العمل للاسر وكان له دور مهم في استقرار الأهالي في القرى.. وشهد سوق الطائف المركزي ارتفاع مبيعات الجبن البلدي المجلوب من الارياف الزراعية ويراوح سعره بين 20 - 40 ريال للكيلو جرام تبعاً لجودته وخلوه من الماء، وهناك أكثر من 50 محلاً لبيع الجبن البلدي والاقط والبيض البلدي المنتجات الريفية بوسط سوق البلد، وترافق ذلك مع زيادة الاقبال على العسل والسمن بأنواعه وهما المنتجان الزراعيان الاكثر طلباً من الأهالي خلال فصل الشتاء حيث يوجد قرابة 100 محل لبيع هذين المنتجين بالمنطقة المركزية، وقد ساهم مهرجان العسل والسمن الأول الذي أقيم خلال صيف العام الحالي في برحة العباس في زيادة الاقبال على العسل الطائفي والسمن البري بشكل عام مما انعكس ايجاباً على مبيعات السوق.. وتقدم المخابز (70 مخبزاً) أنواعاً من الخبز المحلي ومنها خبز الملّة الذي يحظى بإقبال كبير من الاهالي، ويدخل السمن والعسل في إعداد كثير من المأكولات الشعبية المحلية مثل المثرية والحريرة والخبزة والمعروكة والهبيدة، كما تستهوي المأكولات الشعبية الشهيرة الكونة من الرز واللحم أهالي الطائف وزوارها مثل الندي، الحنيذ، السليق الطائفي، والزربيان والمدفون، أما أنواع الخبز فيتم إعدادها غالباً في المنازل، وتشتهر العديد من القرى بتقديم القرص البلدي المكون من دقيق القمح أو دقيق البر البلدي ويعد بواسطة المجرفة، وهي قطعة من الحديد تحمى على النار ويوضع عليها القرص حتى ينضج، وبعد نضجه يوضع عليه العسل والسمن البري ويؤكل في وجبة الأفطار، وفي بعض قرى الطائف يطلق عليه اللب.. وسجلت مطابخ الطائف اقبالاً ملحوظاً على السليق العربي والسليق الطائفي حيث يعد من الاطباق التي تسهم في منح الجسم الدفء الكافي لمجابهة البرد القارس وبذلك يتمكن سكان المرتفعات من الوقاية من التيارات الهوائية الباردة التي تهب طوال ساعات الليل وساعات الصباح الباكر، وتقوم ربات البيوت بطبخ اللحم على النار أي سلقه حتى يستوي وفي مرقته يطبخون الرز ويضيف بعضهم اليه بعض الحليب.. نوع من الخبز الشعبي يدفن في الجمر لاستكمال نضوجه