لفصل الشتاء طقوسه وسلوكياته الخاصة التي تحرص عليها الأسر، سواء من ناحية التغذية أو الملبس، حيث تودع كثير من الأسر الأجبان والحلويات والمشروبات الباردة، ويستبدلون ذلك بالأكل الساخن مثل العدس والقلابة وكذلك العريكة والمعصوب، وغيرها من الأكلات التي تبعث الدفء وتمد الجسم بالطاقة. تقول أم سلطان إنها تحرص على وجود العدس على وجبة الإفطار والعشاء، لأنه يحتوي على الفيتامينات التي يحتاجها الجسم في الأجواء الباردة، وقد تعودت على ذلك منذ سنوات طويلة، حيث تجد في ذلك علاجا وقائيا للأطفال من عدد من الأمراض التي تنتشر في هذا الفصل مثل الزكام وغيره. وأشارت إلى أنها تفضل أيضا وجبة "الحيسة" والتي تتكون من التمر والدخن والسمن البلدي، كإحدى الوجبات المضادة للبرد، حيث يتناولها الجميع في الإفطار. وتقول أم خالد إن زوجها يحضر العريكة والمعصوب كل صباح بعد الفجر، لأنهما تحتويان على مكونات غذائية تفيد الجسم، وإنها تخصص ميزانية خاصة للإفطار والعشاء، حيث تركز على الوجبات ذات السعرات الحرارية المفيدة للجسم والتي تقي من أمراض الشتاء، مثل المرقوق والسليق والفطير بالسمن البلدي والعسل. ويقول المشرف على مطعم أبو زيد بالمدينة عبده ورد إن "المعصوب والعريكة هما الأكثر طلبا في الشتاء"، مشيرا إلى أن موظفين ومقيمين يحرصون على الحضور مبكرا قبل بداية الدوام للإفطار بالمحل أو يحملون وجباتهم معهم، والبعض يطلب طلبه في المساء ليكون جاهزا في الصباح. إلى ذلك قالت أخصائية التغذية العلاجية بمستشفى الدار الخاص بالمدينة المنورة آيات الحسيني عبدالفتاح "يجب على الإنسان الحفاظ على درجة حرارة الجسم، والحفاظ على كفاءة الوظائف الحيوية، واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا، ومن أهم هذه الإجراءات اختيار الأغذية والمشروبات المناسبة للطقس البارد والذي نتعرض له يوميا داخل وخارج المنازل". ونصحت بالإكثار من التوابل والبهارات مثل القرفة والمستكا والزعفران والفلفل مع الوجبات حيث تحسن الطعم دون أن تزيد في الوزن، وتناول الفواكه بدلا من الكعك والحلوى. وأشارت إلى "وجود أنواع كثيرة من النباتات المجربة والمفيدة في الوقاية من برد الشتاء وأمراضه أو في اختصار دورة المرض والإسراع بالشفاء، والتي تستخدم أوراقها أو بذورها أو جذورها أو سيقانها وأخشابها كما هو الحال في القرفة الدارسين، ومن هذه الأعشاب والنباتات الزنجبيل والقرنفل والمرمية، والزعتر، والحبة السوداء، والبابونج وعرق السوس والزيزفون، إضافة إلى الشاي بنوعيه الأسود والأخضر، والبابونج والنعناع والليمون الساخن. ونصحت بالتحرك يوميا لمدة نصف ساعة، لتنشيط الدورة الدموية وجعل العضلات تسترخي وحرق السعرات الحرارية. وأشارت إلى أن هناك أغذية مقاومة للبرد مثل الليمون والطماطم والبطاطا الحلوة ، وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من موانع الأكسدة ومركبات البيتكاروتين وفيتامين (C)، وأن شوربة العدس تحتوي على نسبة عالية من البروتين، ويفضل إضافة عناصر مثل الليمون والبهارات لإمداد الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية. كما أن شوربة الدجاج تساعد على مقاومة مختلف أنواع الفيروسات المسببة للزكام عن طريق طرد البلغم خارج الجسم، وخاصة عند احتوائها على قطع البصل والثوم. ونصحت أخصائية التغذية بأن يكون الغذاء متوازناً خلال فترة الشتاء مثلها مثل باقي الفترات، مشيرة إلى أن التنظيم الغذائي يساعد على تجنب العديد من الأمراض.