المشهد غير الحضاري، الذي يشاهده كل من يأتي به الطريق إلى منطقة باب مكة، حيث يقف بيانا عيانا على القانون الذي يضرب به عرض الحائط، حيث تصطف عربات الخضار التي يجلبها الباعة المتجولين، والذين لم يتركوا مكانا في باب مكة، إلا وقد اصطفوا أمامه، ووضعوا عليه عرباتهم .. «عكاظ» وثقت بعدستها البارحة، تلك الفوضى العارمة التي تضرب بأطنابها، ذلك المكان الذي يظل مكتظا على مدار الساعة بالمارة، حيث تعيش تكدس هائل لمخالفي الإقامة والعمل ممن يقومون بيع أنواع الخضار والفواكه في الطريق العام، الذين ظلوا يوميا يغلقون الطرقات بعرباتهم، مما حول منطقة باب مكة إلى مركبات متزاحمة لا تجد لها طريق في ظل تواجد هذه العمالة المخالفة، في ظل سيطرة باعة الخضار على المنطقة التي لم يدعو فيها رصيفا ولا طريقا إلا ووضعوا عليه بضاعتهم وعرباتهم. وما أن يصدح صوت الأذان في باب مكة، إلا وتجدهم يتسابقون لصف عرباتهم أمام بوابة المسجد، في محاولة منهم لكسب الزبائن تحت أي ظرف وأي طائل، وما أن تداهم بلدية المنطقة، إلا وتجدهم يفرون في الأزقة وبعض الطرق الجانبية، ليعودا بعد ذلك إلى ممارست نشاطهم المخالف، فيما بدأت العربات تروج لسلع لا تحتمل الأماكن المفتوحة والأماكن الحارة، وفي مقدمتها الفواكه، كالبرتقال والعنب وغيرها. واستمعت «عكاظ» لتساؤلات أصحاب المحلات، عن هذا الاهمال، مشيرين إلى أنهم أغلقوا أبواب محلاتهم، وهم ينتشرون أمامها ويغلقون الطرق بتلك العربات، حيث يستحال إبعادهم بسبب كثرتهم. ويقول عدد من المواطنين، أن العربات أغلقت عليهم الطرقات حيث يعانون المرور بسيارتهم وتلك العربات تزحم الشوارع التي «يضيقونها على ضيقها». وأبدى عدد من أصحاب الحافلات تذمرهم الشديد من هؤلاء الباعة المتجولين المخالفين، مشيرين إلى أنهم لم يكتفوا بمخالفة البيع، بل عملوا على إغلاق الطرقات التي هي حق عام، حيث يصعب مرورهم مع كثرتهم في الطرقات، وأضافوا «باب مكة له إرث تاريخي لا يمكن أن يتحول في يوم إلى منطقة مخالفات عشوائية لباعة الخضار، محملين الأمانة المسؤولية في كل ما يجري في باب مكة من فوضى واهمال. هذا وأثناء تنقل «عكاظ» في المنطقة داهمت فرقة من البلدية الموقع، مما جعله يتحول إلى مارثون عربات، في محاولة النجاة ببضاعتهم. من جانبها، أوضحت أمانة جدة أن حملة مصادرة العربات المتجولة مستمرة سواء عن طريق الفرق التابعة للأمانة، أو بعض البلديات الفرعية التابعة لها. «عكاظ» حاولت الاتصال بالمهندس سامي نوار مدير بلدية المنطقة التاريخية، إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا.